الشريف: ″العهد مفشكل″، ولم نر ترجمة للاصلاح وضرب الفساد

أوضح المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف ان الدولة اللبنانية قبلت ان تستضيف القمة الاقتصادية والداعي لها هي الجامعة العربية، وبالتالي فلبنان يخضغ لقرار الجامعة. وتابع: نتفهم قضية اختفاء الامام موسى الصدر وهي قضية وطنية ومحقة، ولكن هذا لا يعني ان نعطل قمة مقررة مسبقا، كما لا يمكننا ان نلغي وجود ليببيا في الجامعة العربية وبالتالي يُمكن ان تنعقد القمة وان يكون هناك اعتراضات عليها.

وأضاف الشريف في حديث لبرنامج ″نهاركم سعيد″ عبر الـ LBCI : حضور ليبيا وسوريا ليس من مسؤولية لبنان بل الجامعة العربية. وقال: “لا أظن ان سوريا معنية كثيراً بالحضور وملائكتها حاضرة بلبنان وبالتالي ليست غائبة.

وعن العلاقة بين عين التينة وبعبدا، لفت الشريف إلى وجود توتر شديد واضح بين الطرفين ولكن يجب عدم الغوص بتفاصيل تؤدي إلى الاساءة للبنان كما حصل في الموضوع المالي والاقتصادي وعدم التشجيع على تغذية هذا التوتر بل علينا ان نحاول حل مشكلة البلد سريعا.

واشار الشريف إلى ان هناك نية تتقاطع عليها أطراف عديدة لها علاقة بعدم تشكيل الحكومة وتحسين الشروط. واعتبر ان التصعيد الحاصل لا يجب ان يترجم الا في السياسة حصراً مؤكدا ان كل مواجهة تهدف إلى تحسين مواقع في السياسة. ودعا إلى رمي الصيغة القديمة في تأليف الحكومة وإنشاء صيغة جديدة .

وحذر الشريف من ان لبنان اليوم في عين العاصفة، داعيا الجميع إلى تحمّل المسؤولية ولاسيما الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يجب ان يكون أكثر حماسة إضافة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي.

واعتبر الشريف ان العهد مفشكل وعمليا لم نرَ ترجمة للإصلاح وضرب الفساد، مطالبا بحكومة يتمثل فيها رؤوس الفرقاء السياسيين لتحمل مسؤولية القرارات الصعبة التي يجب ان تتخذ على مستوى الاصلاح المالي وضرب الفساد والقرارات السياسية المرتبطة بالاقليم.

وعن الوضع الحكومي، رأى الشريف ان لا ضربة كف على هذا الصعيد والفرقاء في لبنان ربطوا بإرادتهم النزاع الداخلي بالنزاع الاقليمي، مشيراً إلى ان العرقلة في لبنان لم تعد محلية بل صارت مرتبطة بالوضع الإقليمي.

وتابع الشريف: يستطيعون حل المواضيع الداخلية وقصة توزير جواد عدرا تفركشت لأن شيئا ما حصل.

ولفت الشريف إلى ان ما قاله الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله عن ان الحزب أخطأ بالتواضع يعني انهم كانوا يريدون حكومة 3 عشرات.

واعتبر الشريف انه من المبكر الحديث عن معركة رئاسة الجمهورية، وأضاف : من يتفق ويختلف مع باسيل يجمع بأنه ذكي والذكي لا يخوض معركة رئاسة الجمهورية الآن، والذكي أيضا لا يؤمن بأن الثلث المعطل يحميه في الحكومة أو يعزز من فرصه.

وشدد على انه من الواضح ان أكثر المتضررين من عدم تأليف الحكومة هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، معتبرا ان المحاولات للخروج من المأزق غير كافية.

وتابع: أقدّر كل ما قام به الحريري ولكن الرأي العام اللبناني يرى ان هناك وهماً في مكان ما بموضوع تأليف الحكومة. وعندما التقيت بالحريري بطلب من الرئيس نجيب ميقاتي لم نتحدث بالموضوع الحكومي بل بالوضع السياسي العام حيث شدد على ضرورة الاسراع للخروج من المأزق.

وعن تمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة، اعتبر الشريف انه من حق أي كتلة ان تطلب التمثيل ولكن هذا لا يعني ان كل الطلبات يجب ان تنفذ ولا يمكن الفرض على الرئيس المكلف أسماء بل هو من يقرر بالتعاون مع رئيس الجمهورية من سيتمثل.

وعن طرح اسمه للتوزير، قال: طُرح اسمي بداية في المشاورات الأولى التي حصلت، والرئيس نجيب ميقاتي طرح أسماء نواب كتلته واسمي. وحين بدأ الموضوع يتخذ الطابع السني حصرا طلب الحريري من ميقاتي ان يوسع مروحة الخيارات، وأنا أتفهم إذا كان الرئيس المكلف لا يحبذ ان يكون خلدون الشريف وزيرا معه فهذا حقه وحق كل رئيس حكومة ان يتدخل في اسماء الفريق الذي سيعاونه في حكومته.

وتابع: نطالب بحقنا بالتمثيل ككتلة الوسط المستقل وليس كأفراد ونحن من دعا ويدعو للحفاظ على صلاحيات الرئيس المكلف، مؤكدا ان كتلة الرئيس ميقاتي خاضت الانتخابات مستقلة وما زالت مستقلة وهي ليست معارضة سنية ولا موالاة للحريري.

وشدد الشريف على ان الرئيس ميقاتي ليس جزءا من محور إطلاقاً وهو مستقل أكثر بكثير من عشرات الفرقاء الداخليين وهو يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وقال: علاقتنا جيدة مع السعودية ومع تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وغير مقطوعة مع ايران، ونحن لسنا جزءا من أجندة دولية أو إقليمية.

وتابع: اليوم ندعم مقام رئاسة الحكومة وندعم صلاحيات الرئيس المكلف بالتأليف ونتمسك باتفاق الطائف وتنفيذه ولسنا مع تعديله على الإطلاق.

أما عن الموضوع السوري، فقال الشريف: انه عام 2012 حين تبنى رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي سياسة النأي بالنفس كان لمواجهة الانقسام الداخلي والانقسام العربي وعلى قاعدة انتظار ما سيؤول إليه الوضع في سوريا وان لبنان لا يستطيع ان يستغني عن سوريا لا بالجغرافيا ولا بالمصالح. وبالتالي إذا عادت سوريا إلى الحضن العربي فلبنان من المرحبين بذلك.

وفي الختام، تمنى الشريف ان يحمل الحريري المطرقة وان يهدم الحائط وان يؤلف حكومة تنسجم مع تطلعات اللبنانيين مختلفة عن الصيغة المتداولة حاليا التي فقدت ثقة الناس قبل ان تولد.

Post Author: SafirAlChamal