نورما تنحسر عن الضنية تاركة وراءها أضراراً كبيرة… عبد الكافي الصمد

إنحسرت العاصفة ″نورما″ أمس، بعد أيام من الأمطار الغزيرة والسيول والعواصف والثلوج التي رافقتها، ما سمح مع إنقشاع الطقس، نسبياً، الكشف عن أضرار واسعة تركتها العاصفة في مختلف بلدات وقرى الضنية، وخصوصاً في وسط وساحل الضنية، التي شهدت أمطاراً غزيرة وسيولاً أخذت في طريقها كل شيء، من طرقات وأراض زراعية ومنازل وبنى تحتية، جعل بعض هذه البلدات والقرى منكوبة بكل ما للكلمة من معنى.

أبرز هذه البلدات مراح السراج، التي ناشد رئيس بلديتها عبد الفتاح علام المسؤولين، وعلى رأسهم وزارة الأشغال والهيئة العليا للإغاثة، مساعدة البلدية وأهالي البلدة لرفع الأضرار التي ألحقتها بهم العاصفة ″نورما″ في الأيام الأخيرة، والتعويض عليهم، وإصلاح وإعادة تأهيل شبكة الطرقات الداخلية في البلدة التي أصبحت منكوبة″.

وأوضح علام أن بعض هذه الطرقات مثل طريق بزمارة والطريق المؤدية إلى بلدة بشطايل المجاورة، التي يوجد في محيطها نحو 400 بيت، قد تعرضت لأضرار خلال العاصفة الماضية التي وقعت في شهر أيلول الماضي، وسقوط أعمدة التيار الكهربائي وتضرر شبكتي الري والشفة، لكن أحداً من الجهات المعنية لم يراجعنا أو يقوم بإصلاح الأضرار التي لحقت بنا، وإنشاء عبارات وجسور فوق مجاري الأودية وفق دراسات أعدت ولم تنفذ، إلى أن جاءت العاصفة الحالية لتزيد من حجم الأضرار والخسائر العامة والخاصة.

ولفت إلى أن إمكانيات البلدية الخجولة لا تسمح لها بأكثر من رفع الركام وردم الطرقات المتضررة مؤقتاً، تسهيلاً لعبور الأهالي عليها ولقضاء حوائجهم، ريثما يتم تنفيذ وعود الهيئة العليا للإغاثة والمتعهد التي تأخرت كثيراً، مما زاد للأسف في الأضرار.

لكن يبدو أن مناشدة هيئة الإغاثة لن تجدي نفعاً، إذ ما تزال تعويضات أضرار عاصفة أيلول الماضي مجرد وعود وحبر على ورق، فقد كان لافتاً أن مسؤولين في هيئة الإغاثة ردّوا على إتصالات بعض رؤساء البلديات بهم، ودعوتهم لهم للكشف على الأضرار ومساعدة المواطنين والتعويض عليهم بأنه “لا أموال لدينا في الهيئة!”.

في موازاة ذلك، إستمرت ورش إتحاد بلديات الضنية ووزارة الأشغال والدفاع المدني في فتح الطرق الجبلية ورفع الثلوج عنها أمام المواطنين، بعدما تسبب تراكم الثلوج عليها في الساعات الماضية في قطعها أمام المواطنين، خصوصاً في البلدات والقرى الجردية التي يزيد ارتفاعها على ألف متر فوق سطح البحر.

ولهذه الغاية قامت آليات وورش إتحاد بلديات الضنية بإشراف رئيس الإتحاد محمد سعدية في فتح الطرقات الرئيسية في بقاعصفرين، وصولاً إلى قصر الرئيس الراحل عمر كرامي بالبلدة، وبقرصونا وصولاً إلى أول الطريق المؤدية إلى نبع السكر، ومستشفى سير الضنية الحكومي الكائن في بلدة عاصون، إضافة إلى إرسال آليات لفتح طرقات بلدات الجرد الشرقي من الضنية، حيث قامت الورش بالتعاون مع عناصر الدفاع المدني بفتح الطريق الرئيسية أمام المواطنين وصولاً إلى بلدة كفربنين في أعالي جرود الضنية.

أما في بلدات وقرى وسط وساحل الضنية، حيث كانت الأضرار أكبر بسبب السيول التي تشكلت نتيجة الأمطار الغزيرة، فقد عملت بلدية بخعون بإشراف رئيس البلدية زياد جمال على فتح الطريق التي تربط بين البلدة وبلدة حرف سياد المجاورة، وفي رفع الحجارة والأتربة التي تجمعت نتيجة إنهيارات قطعت جزئياً أو كلياً طرقات فرعية في البلدة.

وفي بلدة عزقي، قامت ورش البلدية بإشراف رئيس البلدية خضر الشرقاوي برفع الحجارة والأتربة التي انهارت بسبب الأمطار والسيول على الطريق الرئيسية والطرقات الفرعية في البلدة، وعلى الطريق التي تربط بين البلدة وبلدتي الروضة وعيون السمك المجاورتين.

كما عملت جرافات وزارة الأشغال واتحاد بلديات الضنية والبلديات إعادة فتح الطرقات في جرود المنطقة، وتحديداً الطريق التي تربط بين عيون السمك وبلدة القمامين.

في غضون ذلك، وخشية احتمال تشكل الجليد على الطرقات صباح يوم غد، وانقطاع بعض الطرقات الداخلية بسبب تراكم الثلوج، فقد أعلنت مدارس رسمية وخاصة في جرد الضنية عن استمرارها في إغلاق أبوابها أمام الطلاب يوم غد الخميس.

وفي حين عاد التيار الكهربائي إلى المنطقة بعد انقطاعه لأربعة أيام متواصلة، بعد إصلاح الأعطال التي طرأت على الشبكة، فقد تمكن مواطنون من إنقاذ الشبان الخمسة الذين علقوا في جرد مربين وسط الثلوج منذ يوم الأحد الماضي بعد تعطل سيارتهم في المنطقة حيث كانوا يقومون بنزهة، بعد استخدام عربات سكي دو، وتمت إعادتهم إلى منازلهم بعد ظهر أمس وهم بصحة جيدة.

doniiye 2


مواضيع ذات صلة:

  1. نورما ضيفاً ثقيلاً في الضنّية: أضرار ومحتجزين وكهرباء مقطوعة… عبد الكافي الصمد

  2. الجنرال الأبيض يُغطي الضنّية: إنقطاع كهرباء وإغلاق مدارس وجلسات سمر… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal