سهل عكار منطقة منكوبة.. ألم يحن الوقت للمحاسبة؟… نجلة حمود

في اليوم الثالث للعاصفة نورما تم اعلان منطقة سهل عكار منطقة منكوبة، بعد أن إجتاحتها السيول جراء فيضان النهر الكبير الجنوبي ودخوله المنازل والمؤسسات التجارية، ما أدى الى كارثة حقيقية ألمت ببلدات حكر الضاهري والسماقية، والعريضة، وتل بيرة.

وما فاقم الوضع خطورة هو إستمرار تدفق المياه من الجانب السوري عقب التشققات في الساتر إذ وكما هو معروف أن  النهر يشكل حدوداً طبيعية بين سوريا ولبنان، وكانت سوريا قد رفعت ساترا من جانبها لحماية أراضيها، وأدت قوة المتساقطات الى تصدع في الجانب السوري.

تولى عناصر الجيش اللبناني قطع الطريق المؤدية الى داخل القرى المنكوبة، وذلك من جهة حكر الضاهري وبلدة العريضة، وتولى تقديم المساعدات للعائلات اللبنانية والسورية التي نكبتها السيول. وعمل على مساعدة المواطنين من أهالي تلك المنطقة على الدخول لتفقد ممتلكاتهم، كما عمد الى إجلاء الأطفال والمرضى بواسطة سيارات اسعاف تابعة للمركز للاقليمي للصليب الاحمر في حلبا، وجرى نقل (لبنانيين وسوريين) من بلدة السماقية الى مستشفى الخير في المنية.

في مقابل ذلك الواقع المأساوي للعائلات اللبنانية والنازحيين السوريين على حد سواء، لم يجد رؤساء البلديات وفاعليات تلك القرى أمامهم سوى مناشدة المعنيين وتحديدا الهيئة العليا للاغاثة لتولي الكشف على الأضرار ودفع التعويضات.

وبات لافتا حملة المطالبة على مواقع التواصل الاجتماعي بتواجد الهيئة العليا للاغاثة على الأرض، وأكد عدد من الناشطين أن الهيئة هي آخر من تبقى من كيان الدولة نظرا لنشاط أمينها اللواء محمد خير، وسرعته في الاستجابة.

ويبقى السؤال هل تملك الاغاثة موازنة وزارات الدولة؟ وأين المسؤولية التي من المفترض أن تتحملها الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة الأشغال العامة، ووزارة الطاقة والمياه؟ وهل بات على الهيئة العليا للاغاثة أن تقوم بالتخطيط والدراسات وتنفيذ المشاريع الانمائية والتدخل عند الكوارث؟ هل عليها أن تلعب دور الوزارات الرسمية؟ وأين مسؤولية البلديات في تعزيل مجاري المياه؟ ولماذا الصمت حيال التقصير بحق مناطقهم؟ وأين ذهبت الأموال الطائلة التي قدمت اليهم من قبل هيئة الاغاثة نفسها والتي بلغت 16 مليون دولار تم توزيعها على عدد من الاتحادات من ضمنها اتحاد بلديات سهل عكار، الذي لو أراد رفع الضرر الناتج عن النهر لكان المبلغ المخصص للاتحاد كفيلا بذلك؟ ألم يواكب فاعليات تلك المنطقة نكبة العام 1992 عندما فاض النهر الكبير وغمر بلدات حكر الضاهري، السماقية، الكنيسة، تل بيبي، تلحميرة، العريضة، وأحدث أضرارا بالغة في المنازل والممتلكات والمزروعات؟ ألم تتكرر المأساة نفسها في العام 2003، والعام 2011؟ ألم يتعب هؤلاء من تكرار السيناريو نفسه؟  ألم يحن الوقت ليدركوا أن المسؤولية مشتركة ولا يجوز الاستمرار في النق، بل المطلوب المساءلة والمحاسبة والتعلم من تجارب الماضي؟!..

akar mankobe 2


مواضيع ذات صلة:

  1. عكار أسيرة العاصفة والفساد والاهمال.. وتقصير البلديات… نجلة حمود

  2. غضب النهر الكبير الجنوبي يضرب الأهالي والنازحين.. والدولة غائبة عن الحماية…نجلة حمود

  3. عكار: تكرار المأساة نفسها مع كل شتاء.. وخطر الأنهر يتفاقم… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal