غضب النهر الكبير الجنوبي يضرب الأهالي والنازحين.. والدولة غائبة عن الحماية…نجلة حمود

كشفت العاصفة نورما في يومها الأول مدى الفساد المستشري في الدولة اللبنانية، والتي لم تنجح طول السنوات الماضية وتحديدا منذ العام 1992 في إيجاد حل للنهر الكبير الجنوبي من شأنه حماية أهالي سهل عكار من فيضانه السنوي.

منذ نكبة العام 1992 وتحول النهر الكبير الى نقمة بالنسبة إلى أهالي القرى الحدودية، فالجميع في سهل عكار يذكر نكبة العام 1992 عندما فاض النهر الكبير وغمر بلدات حكر الضاهري، السماقية، الكنيسة، تل بيبي، تلحميرة، العريضة، وأحدث أضرارا بالغة في المنازل والممتلكات والمزروعات، ما دفع وزير الطاقة والمياه آنذاك غازي العريضي الى إعلان منطقة سهل عكار منطقة منكوبة، وقد تكررت المأساة نفسها في العام 2003، والعام 2011 وإن بنسب أخف.

إرتبط اسم النهر الكبير الجنوبي بالأحداث الأمنية في سوريا، ولطالما ترددت، عبارة ″عند مقلبي الحدود بمحاذاة مجرى النهر الكبير″. وألقت عوامل عدة الضوء على النهر الكبير الذي عرف في الأزمنة القديمة باسم ″إليوثروس″، أبرزها العامل الجغرافي، إذ يشكل النهر حدوداً طبيعية بين سوريا ولبنان، وشهد على العديد من العمليات العسكرية التي كانت تتم عند الحدود أو عمليات التسلل المتبادلة.

كما شهد في بداية الأزمة السورية عبور مئات العائلات التي لجأت الى لبنان، وتحديدا في منطقة وادي خالد. ينبع النهر الكبير الجنوبي من سلسلة جبال لبنان الغربية ويشكل نبع الصفا في وادي خالد أحد أبرز روافده، ويصب في خليج عكار، وتحديداً في بلدة العريضة الحدودية على مسافة 30 كيلومترا شمال طرابلس، وذلك بعدما يخترق غالبية قرى وبلدات الدريب الأوسط وسهل عكار.

لم يشهد النهر الكبير بالرغم من جماله الطبيعي، أي أعمال تأهيل أو اهتمام من جانب الجهات المعنية، بما يؤهله لاستقطاب المستثمرين وأصحاب المشاريع السياحية، وتحديدا لجهة إقامة سدود على مجراه الذي يبلغ 56 كيلومترا، وبعمق يصل إلى عشرة أمتار عند نهايته، ما شجع على استثمار البعض في تربية الأسماك وإقامة مشاريع سياحية من مطاعم ومقاه ومتنزهات، إلا أن النهر بقي يتيما من أي مشروع يذكر حتى لجهة إقامة ساتر ترابي يحمي الأهالي من فيضانه خلال فصل الشتاء.

خرج النهر الكبير الجنوبي عن حدوده يوم أمس ودخل منازل المواطنين في البلدات الساحلية، فألحق فيها أضرارا فادحة، كما لم يرأف بالنازحين السوريين الذين حوصروا داخل مخيماتهم منذ ساعات الصباح الأولى فأغرقوا بالمياه والوحول ومع إشتداد العاصفة وارتفاع منسوب المياه، ما إضطر عناصر الصليب الاحمر اللبناني، على إجلاء ما يقارب مئة عائلة سورية في بلدة السماقية الحدودية، الى مخيمات بعيدة عن مجرى النهر، كما جرى إجلاء قاطني 4 مخيمات إلى مدرسة حكر الضاهري الرسمية، لحين إنتهاء العاصفة، وقد عملت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على توزيع البطانيات على العائلات.

وأوضح أهالي بلدة حكر الضاهري ″أنهم سئموا من رفع الطلبات الى المسؤولين والوزارات المعنية للمطالبة بحماية الأهالي من فيضان مياه النهر خلال فصل الشتاء، الا “أننا لم نلق سوى الوعود التي ما زالت حبرا على ورق، وتساهم في المزيد من الكوارث.″

nhr2


مواضيع ذات صلة:

  1. عكار: تكرار المأساة نفسها مع كل شتاء.. وخطر الأنهر يتفاقم… نجلة حمود

  2. عكار: مطالبة  الشركة المتعهدة ″هومن″ بايقاف المشروع… نجلة حمود 

  3. الأمن العام يضبط مخالفات النازحين بجدية.. هل تلاقيه الوزارات المعنية؟… نجلة حمود


Post Author: SafirAlChamal