ندوة في الضنية عن التقنيات الجيوفضائية وأهميتها في عمل البلديات

 الضنية ـ سفير الشمال

أقام إتحاد بلديات الضنية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية ندوة علية بعنوان: “ثورة التقنيات الجيوفضائية وأهميتها في الإدارة المثلى لعمل البلديات”، ألقاها رئيس قسم الجغرافيا في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج، في قاعة مجمع الضنية للرعاية والتنمية في بلدة سير ـ الضنية، بحضور النائب السابق أحمد فتفت، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، الأمين العام للمنتدى الثقافي في الضنية أحمد حمدي يوسف، منسق تيار العزم في الضنية محمود لاغا، مدير مجمع الضنية للرعاية والتنمية مازن الأيوبي، رؤساء بلديات كفرشلان ناصر الشامي، مراح السراج عبد الفتاح علام، بخعون زياد جمال، وفاعليات ومهتمين.

بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى الدكتور رياض عثمان كلمة سأل فيها: “أين الضنية من ركب العولمة، وكيف تواجه التطور التكنولوجي وتستفيد منه؟”، مضيفاً: “علينا التعاون مع البلديات لهذه الغاية، إذ لا يوجد إحصاءات علمية دقيقة عن الضنية وبلداتها وقراها، ولا معلومات دقيقة متوافرة حول المنطقة سكانياً وإجتماعياً وتربوياً وصحياً وغيرها، وهي معلومات يفترض ان تكون بمتناولنا وأن نحصل عليها بكبسة زر”.

ورأى أن “السير في ركاب العولمة لا يكون بالمظاهر، ولا التخلي عن أخلاقنا وقيمنا، لأنه هناك عولمة إيجابية وأخرى سلبية، وعولمة طوعية وأخرى فرضية، خصوصاً في ظل تطور وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي على نطاق واسع وهائل”، معتبراً أن “الفقر ليس عائقاً أمام مواكبتنا العولمة، لأنه يمكن في ظل توافر الإمكانات البشرية أن نستطيع بإمكانات مالية مقبولة أن نستفيد من العولمة، وأن نواكب التطور العلمي والتكنولوجي بالتعاون مع البلديات، وأن نستفيد من ذلك على كل الصعد”.

ثم ألقى الدكتور الحاج كلمة، مستعيناً بشاشة كبيرة لشرح كلامه وأفكاره، أشار فيها إلى أنه “يوجد في الفضاء المحيط بالأرض حوالي 2000 قمر إصطناعي، بعضها مدني وأخر أمني وعسكري غير معروف عدده ولا المعلومات التي يحصل عليها، إذ تبقى بأغلبها سرية لدى الجهات التي تمتلك هذه الأقمار، وأن هذه الأقمار تستطيع تصوير الأرض بشكل يومي، وهي تعطينا معلومات دقيقة من خلال الصور التي تبثها عن حراة الارض والأمطار والبيئة والمياه والتلوث والغابات وحركة إنزلاقات التربة والصخور، وكذلك معرفة الثروات الباطنية من مياه ونفط ومعادن وسواها، وقد كشفت صور الأقمار الضناعية التي التقطت مؤخراً للدول العربية الصحراوية وجود كميات كبيرة جداً من المياه الجوفية تحت الصحاري، يمكننا الإستفادة منها وأن نجعل هذه الصحاري خضراء”.

وأشار إلى أن “الصور الثلاثية الأبعاد قد أحدثت ثورة علمية كبيرة في هذا المجال، وأن المعلومات التي تُجمع يمكن وضعها في نظام المعلومات الجغرافية للإستفادة منها، وهو نظام يسهل تحليل المعلومات والإستعانة به عند الحاجة من أجل تنفيذ المشاريع وابتكار الرؤى والأفكار، وإيجاد الحلول للمشاكل المختلفة”.

ورأى أن “هذا النظام الجغرافي مفيد وضوري جداً للبلديات، التي يمكنها الحصول على المعلومات المطلوبة لها عن أي مشروع قبل تنفيذه، مثل مشاريع السدود والبرك والجسور والمطامر ومكبات النفايات وغيرها”، مشيراً إلى أنه “وضعنا دراسة حول إمكانية نقل مكب نفايات طرابلس إلى بلدة الفوار، لكن بعد دراسة أنجزناها لهذه الغاية إستعنا بها بصور الأقمار الصناعية المتعلقة بمجاري الأنهر والينابيع واتجاهات الرياح والمحيط السكني للمكب، صرف النظر عنه، وإلا لكان وضعه في المنطقة بشكل عشوائي قد ألحق ضرراً صحياً وبيئياً كبيراً”.

ولفت إلى أنه “يمكن لبلديات الضنية الإستفادة من الصور والمعلومات التي تتيحها لنا الأقمار الصناعية، من وضع خرائط وتحديد أماكن، وإعداد قاعدة بيانات عن كل بلدة وقرية ومنطقة، من عدد سكانها ومنازلها وثرواتها المائية والحرجية والزراعية، وارتفاعها عن سطح البحر، وأحوال الطقس والمناخ فيها، كما يمكن عبر الصور رسم خرائط لطرقات المنطقة ونوعيتها وتصنيفها، وكذلك تصوير المنازل السكنية ومجاري الأنهر”.

ثم القى سعدية كلمة رحب بها بالضيف ابن بلدة عيدمون في عكار، واعتبر اللقاء معه “شيق وممتع ومفيد على كل الصعد”، لافتا الى ان اتحاد بلديات الضنية “يعمل على تحديث المخطط الاستراتيجي الذي وضعه عام 2012 عن الضنية، خصوصا اننا في لبنان نعاني من مشاكل بالحصول على المعلومات الكافية، وهي معلومات ليست متوافرة بشكل كاف حتى لدى ادرات الدولة الرسمية”.

واكد سعدية ان الضنية وكل بلديات لبنان بحاجة ماسة الى امثال الدكتور الحاج والاستعانة به لتنفيذ المشاريع التنومية، ونحن فخوين جدا به”. مشيرا الى ان “داتا المعلومات عن كل مدينة وبلدة باتت منشورة اليوم على واقع الانترنت، وهذا ما نفتره في لبنان ونحتاج اليه، لانه لم يعد ممكنا تغيير المفاهيم واخفاء الحقائق وتجهيل الواقع وعدم مواكبة التطور التكنولوجي والعلمي الذي يشهده العالم على كل الصعد”.

وأكد أن “داتا المعلومات الصحيحة والدقيقة عن المدن والبلدات والقرى تسهل عمل البلديات وتنفيذ المشاريع فيها، ونحن في اتحاد بلديات الضنية نسعى لمشروع من هذا النوع يغطي كل الضنية، ولكن الإمكانات المالية القليلة التي نمتلكها تجعلنا عاجزين عن ذلك”.

وفي نهاية الندوة قدم سعدية وعثمان درعاً تكريمياً إلى الدكتور الحاج، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

Post Author: SafirAlChamal