رغيفان من الخبز…على رصيف الضمان… مرسال الترس

صحيح أن اللبنانيين يعيشون منذ ثمانية أشهر كاملة أزمة تأليف حكومة جديدة، ولكن الاصح أن المسؤولين في لبنان لا يعيرون اهتماماً لما آلت اليه اوضاع اللبنانيين.

فهذا الاسبوع تناقلت وسائل الاعلام خبراً من عاصمة الشمال عن محاكمة أحد المواطنين لأنه سرق رغيفي خبز وقنينة مشروبات غازية من أجل إطعام عائلته المؤلفة من أربعة أشخاص، وأن القاضي تبرع بمئة الف ليرة ليكمل قيمة الكفالة من أجل الافراج عنه. فهل إهتز ضمير ناهبي ثروات لبنان عبر الفساد المستشري لهذه الصورة الدراماتيكية بامتياز؟.

ومهما يكن من أمر الجواب… فمنذ يومين تلاقيت بصديق يمارس مهنة الهندسة على أبواب أحد مراكز الضمان الاجتماعي في الشمال، فأشار مشكوراً الى أنه يتابع قراءة مقالاتي السياسية في جريدة ″سفير الشمال″، ولكنه تساءل لماذا لا أكتب عما يجري من ″ممارسات″ تجاه المواطنين الذين ″يحظون بشرف″ الانتساب للضمان الاجتماعي في لبنان، فاجبته بان الامر يتطلب اطروحات وليس مقالات ولا أمل في أن يسمع أحد، لأن سرقة رغيفين من الخبز لم تحرك ضمائر المسؤولين، فهل سيحركها مقال عن ممارسات في المؤسسات العامة!

فهل أشير الى أن الضمان الاجتماعي وجد في لبنان منذ ستين سنة والمستفيدون منه لا يتعدون ثلثي الشعب اللبناني؟.. أم أتوقف عند التدافع اليومي لمئات المواطنين على ابواب تلك المؤسسة في كل المناطق، وكأنهم أتوا ليستعطفوا ″أصحاب الدار″ رغيفاً من الخبز أو قطعة جبنة، ولزيادة الطين بلّة أصدر مدير عام الصندوق مع مطلع السنة الجديدة قرارأ بتخفيض عدد ايام العمل الى خمسة كما هو معمول به في الادارات الرسمية الأخرى، في حين أن أعداد الموظفين الى تراجع من دون أسباب مقنعة؟..

أم أرسم علامة استفهام عند الالتباس الحاصل في تأمين الضمان الصحي للمضمونين المتقاعدين(بعد سن 64 سنة) الذين يصبحون بحاجة ماسة له من أجل تغطية مئات الالاف من الليرات اللبنانية شهرياً، وليس عندما يكون المضمون في مطلع شبابه حيث لا حاجة له لأي طبابة أو دواء الا فيما ندر؟..

أم ألعن الساعة على تصرّف غير لائق من أحد الموظفين نتيجة ضغط العمل عليه تجاه مجموعة من المضمونين لا يرقى أن يكون حفيد أحدهم؟.

وماذا عن المواطنين الذين ما زالوا بدون أية تغطية صحية وهم يفوقون ثلث الشعب اللبناني، ويذوقون الأمرّين على أبواب وزارة الصحة والمستشفيات؟

في محاضر مجلس النواب اللبناني عن عام 2018 أنه شرّع بكلفة تجاوزت الـ900 مليون دولار تتمحور حول متطلبات ″مؤتمر سيدر″، وأغفل إقرار ضمان الشيخوخة الذي يعدون به اللبنانيين منذ عقود. فهل يجب أن نلوم من هم مسؤولون عن رعايتنا وكيف يجب أن يفكرون اذا ما أقدم احد الفقراء على سرقة رغيفي خبز أو حتى دراجة نارية؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا السترات الصفراء في لبنان…مشلولة؟… مرسال الترس

  2. حزب الله مسؤول عن حركة نديم الجميل الاعتراضية!؟… مرسال الترس

  3. عندما يتصرف النواب والسياسيون خارج المألوف الاجتماعي… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal