طرقات لبنان منتهية الصلاحية.. وعدّاد الضحايا الى إرتفاع… عزام ريفي

حدث ولا حرج عن أحوال الطرقات في لبنان، من زحمة السير الخانقة التي تحتجز الناس داخل سياراتهم لساعات وتؤخرهم عن أعمالهم ومواعيدهم ومصالحهم وتثير أعصابهم الى درجة الجنون، الى الطرقات غير المؤهلة للسير، والتي تغيب عنها أقل معايير السلامة المرورية، والمتروكة من دون إنارة أو إشارات أو رادارات ومن دون حسيب أو رقيب، والتي تنتشر فيها الحفر بمختلف الأحجام والأشكال، المخفية منها والظاهرة، وذلك بفعل متعهدين من دون ذمة ولا ضمير، ونتيجة رداءة العمل وقلة جودة الزفت الإنتخابي المستعمل لخداع الناس ولتعبيد الطرقات شكلا وليس مضمونا، وصولاً الى شبح الموت المتنقل الذي يصول ويجول ويأخذ أرواح المئات من البنانيين في كل سنة.

طرقات لبنان في أيامنا هذه، ليست سالكة ولا آمنة، لا سيما خلال فصل الشتاء حيث تتحول الى بحيرات بفعل مياه الأمطار والصرف الصحي التي تخرج الى الشوارع مع كل شتوة، ما يحولها الى ما يشبه حقل ألغام مليء بالأفخاخ التي تلحق أضرارا فادحة بالسيارات وتعرضها لحوادث السير، أما في الصيف فهي مخيفة من التشققات والتصدعات التي تلحق بها، ما يشير الى سوء تنفيذ مشاريع التزفيت وإستلشاق المتعهدين بأرواح المواطنين.

سوء حال الطرقات ينضم الى معاناة اللبنانيين اليومية وما أكثرها، حيث لا يجد كثير من المواطنين جدوى من دفع رسوم الميكانيك، ولا محاضر ضبط مخالفات السير التي تضاعفت قيمتها، والتي من المفترض أن الدولة تجبيها من أجل صرفها على إصلاح الطرقات وتزفيتها وتأمين سلامة السائقين عليها، وتوفير السلامة المرورية، إلا أن ذلك ما يزال بعيد المنال، في وقت يزداد فيه عداد ضحايا الطرقات وينذر بالأسوأ مع كل عام جديد.

وفي ظل هذا الوضع الإقتصادي المتأزم الذي يمر به البلد، بالإضافة الى كل الأزمات اليومية المادية منها والنفسية التي يمر بها المواطن، وازدياد عدد العاطلين عن العمل، وانتشار الفقر، وغياب الدولة عن الاهتمام بمصالح الناس، تتحول طرقات لبنان الى كابوس حقيقي يقض مضاجع المواطنين، خصوصا أن كثيرا من الطرقات، بات السير عليها أشبه بالمهمة المستحيلة، الأمر الذي يثر حفيظة السائقين على إختلافهم، حيث ملوا الشكوى والتذمر، والمطالبة بتحسين وضع هذه الطرقات التي تلحق باللبنانيين أفدح الخسائر من مادية ومعنوية وصولا الى إزهاق الأرواح حيث أنه في إحصاء بسيط، فإن قتلى حوادث السير قد فاق حدود المعقول بمعدل قتيلين أو أكثر في اليوم، وهو بالنسبة لعدد سكان لبنان فإنه يعتبر رقما خياليا لا يمكن السكوت عنه أو القبول به، فهل يعي المسؤولون المعنيون خطورة ذلك؟، أم أن حياة المواطنين وسلامتهم باتت في أدنى إهتمامات الدولة؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. أستاذ مادة الرياضيات المربي غسان أنطون من ضمن أفضل 50 معلم في العالم… عزام ريفي

  2. أكاديمية ″برو فوتبول″ في طرابلس: هدفنا بناء مستقبل واعد وتطوير كرة القدم اللبنانية… عزام ريفي

  3. الرياضة للجميع… بطولة حنا لحود الدولية في كرة السلة للكراسي المتحركة في طرابلس… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal