قضية الموقوفين الاسلاميين من سيء الى أسوأ… روعة الرفاعي

رفعوا اليافطات المطالبة ″بالعفو العام″ فأتى الجواب ″بمبنى الخصوصية الأمنية″ الذي ساهم بمضاعفة معاناة أهالي الموقوفين الاسلاميين والذين وجدوا أنفسهم يعدلون عن فكرة العفو العام ليطالبوا السلطات المعنية بعودة أبنائهم الى سجن رومية أو أي سجن تتوفر فيه مقومات الحياة.

فما الذي يثير غضب الأهالي جراء نقل أبنائهم الى مبنى الخصوصية الأمنية المستحدث؟.

يعيش اليوم حوالي 170 سجيناً أوضاعاً مأساوية في مبنى الخصوصية والذي يفتقر بحسب شهادات الأهالي الى كل مقومات العيش الكريم نظراً لغرفه الضيقة جداً ذات الأسقف المنخفضة بحيث لا يمكن للسجين الوقوف بشكل سليم، فضلاً عن الحمامات المفتوحة بسبب عدم وجود الأبواب مما يضطر السجناء لوضع الفرشات احتراماً لكراماتهم التي يحرمون منها بالقانون وكما يراد لهم، أما عن الطعام فحدث ولا حرج فهو ان لم يقتصر على الألبان والأجبان أي في حال تم السماح للأهالي بادخاله لا يمكن للسجناء الاحتفاظ به بسبب عدم وجود البرادات، ولهذا السبب تسجل الكثير من حالات التسمم في صفوف المساجين.

أما لماذا مبنى الخصوصية الأمنية؟، بحسب الأهالي، هو للسجناء المتهمون بالارهاب، وبمعنى أدق لأبناء الطائفة السنية، حيث ان الـ 170 سجيناً جميعهم من أبناء مدينة طرابلس المتهمة أصلاً بالارهاب بيد ان الدولة استثنت من هذه التهمة من قام بتفجير مسجدي التقوى والسلام، كما استثنت من نقل المتفجرات من سوريا بهدف تفجير البلد كميشال سماحة والذي يعيش معززاً مكرماً يأكل ما لذ وطاب، في حين يموت السجناء من أبناء الطائفة السنية آلاف المرات جراء التعاطي معهم بظلم واجحاف، وكيف لا يكون ذلك سائداً في بلد يتغنى دائماً بأن لديه “أبناء ست وأبناء جارية كما وصيف وشتاء تحت سقف واحد.

“سفير الشمال” وانطلاقاً من متابعتها لقضية الموقوفين الاسلاميين التقت عدداً من الأهالي الذين رفضوا الادلاء باسمائهم خوفاً على مصير أبنائهم حيث قالت والدة أحد السجناء: “حكم ابني مؤبد منذ 15 سنة، وهو كان في مبنى ب ضمن سجن رومية، ومن ثم تم نقله الى مبنى الخصوصية الأمنية، ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني الأمرين جراء الأجواء الصعبة التي يعيشها داخل مبنى يفتقر الى كل مقومات الحياة.

وتساءلت الوالدة: الى متى سيستمر الظلم بحق السجناء، ونحن حتى الساعة لا نعرف سبباً وجيهاً لهذا المبنى؟، وتجدر الاشارة الى ان ابني يقاطع الطعام الذي ان توفر فهو عبارة عن ألبان وأجبان فقط لا غير.

وعن المبنى تقول: لا نعرف شيئاً سوى انه مؤلف من غرف صغيرة لا تدخلها الشمس ولا الهواء وبسبب ذلك نجد السجين يعاني من كل الأمراض وهو لا يحظى بأية عناية طبية، فالى متى سيدفع أبناؤنا الأثمان الباهظة؟، ولماذا لا تكون السجون مراكزاً للتأهيل بدلاً من أن تكون مقبرة تخرج الحقد والكراهية؟؟!!.

ومن جهة أخرى تشير والدة سجين آخر الى ان الوعود التي تطلق من جميع السياسيين تذهب أدراج الرياح، وبالطبع سيكون لنا تحركات بهذا الخصوص كونه لا يجوز السكوت عن كل هذا الظلم فمثلاً نحن نسأل لماذا شيد مبنى الخصوصية الأمنية لأبناء مدينة طرابلس فقط؟، ولماذا لم يتم نقل ميشال سماحة اليه؟، أو المتهمون بتفجير مسجدي التقوى والسلام؟، لماذا كل هذا الحقد على أبناء الطائفة السنية؟.

وتضيف: السجناء اتبعوا اضراباً عن الطعام أملاً بأن يكون هناك حلاً لمشكلتهم، حتى في وقت الزيارة تقوم القوة الضاربة باحضار السجين مكبلاً بيديه ورجليه، فلماذا كل هذا الاذلال وهو سجين عندهم ولا يمكنه القيام بأي حركة؟، نطالب الجميع بالالتفات الينا قبل انفجار القضية، وهنا أشير الى انه تم نقل السجناء قبل انهاء المبنى فلماذا كل هذه العجلة؟، حتى الساعة ما من بوادر أمل بالرغم من أننا ناشدنا الجميع، ورفعنا الصوت عالياً لنقل أولادنا من هذا المبنى الفاقد للشرعية، فكيف يمكن للسجين أن يأكل الطعام وهو خارج البراد وبسبب ذلك سجلت حالتي تسمم في صفوف السجناء، ومتى اعترضنا على هذا الظلم اتهمنا “بالكذب” مع العلم أولادنا ينقلون الصورة كما هي لا زيادة ولا نقصان.

الشيخ رحيم

يقول عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم: للأسف الشديد فان مبنى الخصوصية الأمنية يفتقر لمقومات الحياة وهو يخالف مبدأ حقوق الانسان نظراً للظلم المستشري داخله، هو مبنى لا يصلح الا للعقوبات القاسية وهو لا يضم سوى السجناء من أبناء الطائفة السنية، وهذه القضية ملفتة للنظر، وأشير الى ان هناك عددا من السجناء أضربوا عن الطعام ومنهم الأخ طلال رضوان والذي حكم بالاعدام ظلماً، وقد علمت مؤخراً أنه قد تم نقله الى مستشفى الحياة بسبب تدهور وضعه الصحي.

ورداً على سؤال يقول: المبنى خصص لشبابنا لاسيما المظلوم منهم، ونحن هنا نستنكر الأمر كون من صدر حكمه ففيه الكثير من التجني ومن لم يصدر نسأل لماذا نقل لهذا المبنى؟، بيد اننا نعلم جيداً بأن المراد الحاق الضرر بأبنائنا ولهذه الغاية قام وفد من المشايخ بزيارة الرئيس سعد الحريري الذي وعد بتحسين الوضع وبالتواصل مع مدير عام قوى الأمن الداخلي لحل المشكلة من خلال اما تحسين الظروف واما بإعادة السجناء الى سجن رومية، لكن حتى الآن فان شيئاً من الوعود لم تتحقق، وجل ما نأمله هو أن تتحسن أوضاع المبنى وفق شروط حقوق الانسان كي يرتاح السجناء.

وتابع: منذ سنوات طويلة يتحدثون عن هذا المبنى الذي انتهت اعماله مؤخراً حيث تم نقل السجناء المتهمون بالارهاب اليه، في حين بقي من فجر مسجدي التقوى والسلام في سجن رومية اضافة الى ميشال سماحة والذي كان يسعى الى تفجير البلد، فكيف يمكن للأهالي أن يقبلوا بهذه المعادلة؟، ولماذا نقبل نحن أبناء الطائفة السنية بالصاق تهمة الارهاب بنا دون غيرنا؟، حتى الساعة ما زلنا نعيش أبناء ست وأبناء جارية في هذا البلد فالى متى؟، وهنا نقول نحن نرضى الظلم بالسوية ان لم يكن هناك عدلاً بالسوية.


مواضيع ذات صلة:

  1. توقيف شقيقة أحد الموقوفين.. يثير غضب أهالي الاسلاميين… روعة الرفاعي

  2. طرابلس: أزمة الكهرباء تتفاعل بين الأهالي والدولة وأصحاب المولدات…روعة الرفاعي

  3. مشكلة النفايات في طرابلس ومدن الفيحاء.. الى الحل قريباً؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal