حماس تحيي ذكرى إنطلاقتها الـ 31 بمهرجان شعبي في صيدا: أمتنا عصية على التطبيع

hamas4

قال رئيس حركة (حماس) خارج فلسطين الدكتور ماهر صلاح إن الشعب الفلسطيني في الخارج هو في صلب المعركة مع الاحتلال، وفي مواجهة ساخنة مع المشروع الصهيوني أمنياً وإعلامياً سياسياً وثقافياً وشعبياً وقانونياً.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني في لبنان يتطلع لأن يكون جزءاً أصيلاً في المعركة المقبلة مع العدو الصهيوني “في إطار التكامل الاستراتيجي والتفاهم العميق بين المقاومة في لبنان وفلسطين”.

وأكد صلاح أن الإعلان عن الانسحاب الأميركي من سوريا، وتخفيض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان هو “لصالح المقاومة، ونصر لشعوبنا وأمتنا”، داعيا إلى إعادة إعمار المخيمات في سوريا وخصوصا مخيم اليرموك، وتسهيل العودة الآمنة إليه، مع توفير الخدمات اللائقة. داعياً الله “أن يكتب لسوريا وشعبها الكريم الاستقرار والازدهار، وأن تستعيد سوريا عافيتها ودورها الرائد في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال”.

كلام صلاح جاء خلال الاحتفال الذي أقامته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة صيدا، بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقتها. وحضره ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ولفيف من العلماء والفاعليات، وحشد كبير من الفلسطينيين الذين قدموا من كل المخيمات والمناطق، قُدّر عددهم بحوالي 8500 شخصا.

الدكتور ماهر صلاح وجّه التحية لـ”خنساوات” فلسطين، وأمهات الشهداء والأسرى، مسمّياً عدداً منهنّ. كما حيّا أهالي غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948. ووجّه التحية للفلسطينيين اللاجئين في لبنان، المتمسكين بحق العودة. وحيّا كذلك لبنان قيادة وشعباً، وكل أبناء الأمة العربية والإسلامية والأحرار والشرفاء في العالم.

واعتبر صلاح أن انطلاقة حركة حماس “هي ميلاد جديد لجهاد شعبنا وأمتنا، بنيت على جهود المجاهدين والمناضلين الأبطال ممن سبقوها، وجددت وأضافت إلى تاريخنا الجهادي والسياسي الحافل إضافات نوعية”. وقال: “لقد قدمت حماس نموذجاً فريداً في الجمع بين التمسك بالثوابت والمبادئ وبين المرونة السياسية العالية، وفي الجمع بين فعل المقاومة وممارسة الحكم، وبين المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية، وبين التنظيم الصلب والشراكة الوطنية”.

وذكّر صلاح بالانتصارات التي “حققناها في هبّة باب الأسباط في تموز/يوليو 2017، حين أُجبر الاحتلال على تفكيك البوابات الإلكترونية، وفي الخان الأحمر حين انهزم العدوّ. لقد سطّر شعبنا أروع الملاحم في مسيرات العودة الكبرى في غزة، وفي عمليات القدس والضفة”. أضاف: “سنعيد إلى أذهان المستوطنين وجنود الاحتلال أيام عياش وأبو هنود وحلاوة وسلامة والبرغوثي وحامد”. وتوعّد بأن المقاومة الفلسطينية سوف تسقط نتنياهو وحكومته، كما سقط باراك وأولمرت وليبرمان “وتذكّروا كلامي جيداً”.

وتوجّه بالحديث لفلسطينيي الخارج قائلاً: “أنتم في صُلب المعركة مع الاحتلال، ولقد سخّرنا انتشارنا الجغرافي الواسع خارج فلسطين، وتراكم الخبرات المميزة، وثراء التجارب المتنوعة، وعلاقاتنا العميقة، ومقدراتنا المالية والمادية، وخلاصة فكرنا وقدراتنا.. سخّرنا كل ذلك لدعم ومساندة أهلنا في فلسطين لبناء مؤسساتهم المدنية والاجتماعية والعلمية، وتثبيت وجودهم، ولدعم المقاومة في فلسطين بالمال والخبراء والسلاح، والقدرات اللوجستية والفنية والتقنية، مما مكّنها من مواجهة أعتى جيش في المنطقة، رغم تفوقه الكبير في العدة والعتاد”.

تابع: “نحن في خارج فلسطين في مواجهة ساخنة مع المشروع الصهيوني، أمنياً وإعلامياً وسياسياً وشعبياً وقانونياً. ونعمل على مطاردة مجرميه في كل مكان، وملاحقتهم، وكشف جرائمهم. ونراكم أسباب قوتنا وأدوات مقاومتنا، لنكون في طليعة أمتنا، ورأس حربتها في معركة تحرير وطننا ومقدساتنا”.

وتحدث صلاح عن “معاناة الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق وتايلند وفي المنافي والمهاجر القريبة والبعيدة “والتحديات الجسيمة التي تعصف بهم”، وطالب الدول المضيفة للشعب الفلسطيني في اللجوء “خاصة في لبنان، بتحسين ظروف معيشته إلى حين عودته إلى فلسطين، وندعو إلى إعطائه حقوقه المدنية والإنسانية في العيش الكريم، والعمل، والتعليم، والصحة، والحركة. ونقولها بوضوح نحن ضد التوطين، كما إننا ضد التهجير”. مطالباً الأونروا بتحمل مسؤولياتها الكاملة “حتى لا يتكرر مشهد الطفل الشهيد المظلوم محمد مجدي وهبة، ابن الثلاث سنوات”.

كما وجّه التحية إلى الفلسطينيين في مخيمات الأردن، وإلى “المؤتمر الشعبي الفلسطينيي “الذي انطلق بجهود قامات وطنية شريفة. محيياً جهود فلسطينيي أوروبا وبريطانيا وتركيا وأمريكا الجنوبية لتنظيم صفوفهم. وقال صلاح “إن شعبنا الفلسطيني في لبنان يتطلع لأن يكون جزءاً أصيلاً في المعركة القادمة مع العدو الصهيوني، ويتحرق شوقاً لمواجهتكم، في إطار التكامل الاستراتيجي والتفاهم العميق بين المقاومة في لبنان وفلسطين”.

ووجه رسالة مفادها “نحن في الداخل والخارج شعب واحد، وعدوّنا واحد هو أنتم أيها الصهاينة، وهدفنا واحد هو تحرير فلسطين والعودة إليها، وطريقنا واحد هو قتالكم ومقاومتكم، وأمتنا معنا في مشروعنا، ولن تفلحوا في التحريض والتحريش والكذب، فلا يظنن أحدكم أن الفلسطيني يقاتل وحده، ولغتنا هي معكم هي اللغة الوحيدة التي تفهمونها، هي اللغة التي حدّثكم بها الشهيد عز الدين الشيخ خليل، والشهيد محمود المبحوح، والشهيد محمد الزواري، ومن هم في مدرستهم ويسيرون على دربهم”. شاكراً تونس على دورها في كشف الحقيقة وملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد الزواري. داعياً الحكومة الماليزية لمتابعة قضية اغتيال الشهيد فادي البطش. 

وعن التطبيع قال “هذه الأمة عصية على التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وما يحصل هنا وهناك من مصافحات وعلاقات ومؤتمرات وزيارات تطبيعية ما هو إلا تطبيع استعراضي، وممارسات شاذّة لا تعبّر عن أصالة أمّتنا. التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة لشعوب الأمّة وقيمها، وأخلاقها، وغدر بتضحيات شعبنا الفلسطيني، ولا يمارسه إلا منهزم ذليل، لئيم الطبع، خسيس النفس، عديم الأصل، ودنيء الأخلاق”.

وحول “صفقة القرن” قال “نحن لا نستهين بخطورة هذا المخطط الأمريكي الصهيوني، ولكننا نؤمن بأنه ليس قدراً محتوم التنفيذ علينا، وقد وقفت هنا في هذا المكان في مثل هذه الأيام من العام الماضي، ومزّقت قرار ترامب الذي نصّ على الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني وها هو المشروع الأمريكي في المنطقة ينحسر وينكمش بعد أن عاث في الأرض فساداً وجوراً، فأمريكا تعلن اليوم انسحابها من سوريا، كما تخفض وجودها العسكري في أفغانستان. نقول لهم أُخرُجوا إلى غير رجعة، غير مأسوف عليكم. وهذا التراجع سيكون بإذن الله لصالح المقاومة، ونصراً لشعوبنا وأمّتنا”.

ووجه رسالة إلى الأبطال الأسرى الصامدين في سجون الاحتلال فجدد العهد “أن نعمل بكل طاقتنا لتحريركم، ونجبر الاحتلال على تبييض سجونه ومعتقلاته، وكلما تأخر الاحتلال في عقد صفقة التبادل، كلما زاد الثمن الذي نطلبه، وكلما زدنا على من عندنا من أسراه. فاصبروا وصابروا ورابطوا، وأبشروا بقرب الفرج. وإن غداً لناظره قريب”.

وشهد الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقة حماس عدداً من الفعاليات، من بينها استعراض كشفي لعدد من الفرق في كشافة الإسراء. كما قدّم فريق أمجاد للفن والتراث وفرقة الوعد للفن الإسلامي عدداً من الأناشيد التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.

Post Author: SafirAlChamal