أكثر من 900 كلب شارد يهدّدون طرابلس: فهل من حلّ؟… إسراء ديب

إنتظر الطرابلسيّون سنوات عدّة لإيجاد حلّ جذريّ يُخلّصهم من مطمر النّفايات الذي اشتكوا منه ومن انعكاساته وتداعياته السلبية والكارثية التي أحدثها في مدينتهم، فمن جهة كان مصدرًا أساسيًا للتلوّث البيئي والأمراض المزمنة التي تفتك بصحّة أهالي المدينة، ومن جهة أخرى كان مرتعًا آمنًا لـ 900 كلب شارد يعيشون في هذه المساحة، وينتقلون منها إلى شوارع وأحياء المدينة التي بات أهلها يخشون من هذه الكلاب التي يحمل معظمها أوبئة وأمراضًا مُعدية للإنسان كما للكلاب الأخرى.

ويُشكّل قرار إغلاق جبل النّفايات الحاليّ بعد القيام بتغطيته في الأشهر المقبلة، للقيام ببناء مطمر بحريّ آخر، دافعًا للكثير من المواطنين إلى التفاؤل بخبر إغلاق المكب الذي عانوا منه ومن رائحته الكريهة كثيرًا، لكنهم يخشون من سيناريو آخر سيكون مستجدًا في اللحظة التي يُقرّرون فيها التخلّص من جبل النّفايات، ويكمن هذا السيناريو بعدم تفكير أو تخطيط أيّ من المعنيين بمصير المئات من الكلاب المسعورة التي ستكون مضطرة إلى الانتقال إلى المدينة وشوارعها بحثًا عن الغذاء لا سيما بعد غياب مصدر غذائهم الأساسيّ أيّ النّفايات التي كانوا يعيشون عليها، الأمر الذي يطرح مشكلة كبيرة وخطيرة على مصير المواطنين في حال لم تتمّ معالجة هذا الموضوع بشكلٍ سريع، قبل اتخاذ أيّ إجراءات وخطوات أخرى.

ويُشدّد المعنيّون على ضرورة التفكير والتخطيط لخطوات استباقية مدروسة لإيجاد حلّ جذريّ لهذه الأزمة الفادحة، بعيدًا عن اقتراح التسميم الذي اتّبعته عدد من البلديات الأخرى كما وقعت حالات تسممّ ولكنّها حالات فردية في طرابلس كحادثة تسميم عشرات الكلاب التي كان يأويها “عمّو محمود” في مزرعته، كما بعيدًا عن فكرة إطلاق النّار عليها للتخلّص منها. من هنا، أصدر محافظ الشمال رمزي نهرا في وقت سابق، مذكّرة شدّد فيها على رفضه القاطع اعتماد طريقة إطلاق النّار للتخلّص من الكلاب بحيث كان البعض يعتمد هذا الأسلوب في فترة سابقة.

وفي التفاصيل، يقول رئيس اللجنة الصحّية في بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة لـ″سفير الشمال″: ″إنّ هناك خوف كبير من ازدياد عدد الكلاب المسعورة في المدينة، نظرًا لقدرتها على نشر داء الكَلَب المُعدي، ما دفعنا إلى إجراء حملة تلقيح(تطعيم) بالتعاون مع وزارة الزراعة، من خلال إعطائهم طعمًا يُدعى Raboral يُعطى عن طريق الفمّ، وهو عبارة عن مُكعب يجذب الكلاب فيجفف لعابه وجهازه الهضمي كيّ لا ينقل أيّ داء″، مشيرًا إلى″ نجاح هذه الحملة التي تمكّنت من علاج الكلاب التي تنتشر بشكلٍ أساسيّ حول المكب، أبي سمراء، الأسواق الدّاخلية، وبالتالي إنّ أيّ إنسان يتعرّض لأيّ عضة الكلب، فليتوجّه مباشرةً إلى المستشفى الحكومي حيث يوجد طعم مجانيّ يُعالجه، وعلى الرّغم من عدم تسجيل أيّ حالة لهذه اللحظة، إلا أنّ كمّية هذه اللقاحات ما تزال محدودة، أمّا لقاح المتخصّص بالكلاب، فقد نفذ″.

وفيما يخصّ دور جمعيات الرفق بالحيوان، تُبدي جمعيتان رغبتهما في التعاون مع بلدية طرابلس للحدّ من هذه الأزمة، من خلال قدرتها على استقطاب عدد من الكلاب، ولكن ليس 900 كلب، بحسب ما يقول كريمة الذي يُشير إلى حاجّة الجمعيتين( لم يذكر اسمهما) إلى تمويل مناسب كما الى أراض واسعة للمساعدة في إيواء الكلاب، ولكن هذا الطلب يُواجه العديد من المعرقلات أبرزها: ″أنّ البلدية لا تضع هذا المطلب الصحيّ في أولوياتها بل تجد أنّ هناك أمورًا أهمّ من ذلك″.

وعن المرحلة المقبلة لعلاج هذه المشكلة، يُؤكّد كريمة على الحاجة الشدّيدة إلى تشكيل خلّية أزمة كان قد طالب بها من خلال كتاب أرسله إلى رئيس البلدية لتوجيهه إلى المحافظ، ويقول: ″إنّ هذه الأزمة تحتاج إلى تفعيل الوقاية والتحرّك سريعًا لإيجاد حلّ بالتواصل مع اتحاد بلديات طرابلس، من هنا نطلق صرخة لتفعيل هذا التواصل، ففي حال انتشرت هذه الكلاب، لن يكون الأمر سهلًا وقد يتجه البعض لإطلاق النّار لحلّ المشكلة، وهذا ما يزيد الطّين بلّة، فالأمر يحتاج إلى حلول منطقية، ولا بدّ أن تساعدنا فيها جمعيات الرفق بالحيوان نظرًا للعجز الذي يُمكن أن يحصل لاحقًا″.  


مواضيع ذات صلة:

  1. أيها اللبنانيون.. صحتكم بأيدي تجار الأدوية… إسراء ديب

  2. فضيحة الروائح الكريهة عند مدخل طرابلس: ″مكانك راوح″… إسراء ديب

  3. هذه هي أسباب الرائحة الكريهة عند مدخل طرابلس: التلوّث في أسوأ صوره… إسراء ديب


 

Post Author: SafirAlChamal