طرابلس تغني الميلاد3… الرسالة وصلت

خاص ـ سفير الشمال

لم تكن الأمسية الميلادية التي تنظمها سنويا جمعية ″سوشيل واي″ برئاسة السيدة وفا خوري، وكانت هذا العام بالتعاون مع فاديا دوماني وبرعاية النائب نقولا نحاس تحت عنوان ″طرابلس تغني الميلاد3″ في معرض رشيد كرامي الدولي، مجرد نشاط ميلادي عابر، بل هي كانت بمثابة رسالة حقيقية إنطلقت من طرابلس الى لبنان وكل العالم، حملت كثيرا من معاني البذل والتضحية والاصرار والصدق الى جانب العيش الواحد والانفتاح والحضارة في مدينة العلم والعلماء.. يمكن القول إن أمسية ″طرابلس تغني الميلاد 3″ عملت جمعية “سوشيل واي” على تنظيمها وتركيبها مثل ″البازل″ قطعة قطعة،  من الفكرة الى وضع آلية التنفيذ، الى إختيار المكان، الى الاتصال بفرق الكورال والاتفاق معهم، وبدء التدريبات وتأمين كل مستلزماتها، وجمع المنشدين على نغمة وترنيمة واحدة، وإستقبال الحضور الكثيف بأطيافه المختلفة، لتكتمل بعد ذلك “الصورة” بأبهى مشهد من على مسرح رشيد كرامي الدولي الذي إرتدى حلة الميلاد الزاهية، وبات حديث الناس من إسبوع ولغاية اليوم، لجهة ضخامة العمل الذي أدارته السيدة وفا خوري وأعضاء جمعية ″سوشيل واي″، وحجم الحضور الهائل الذي فاق كل التوقعات، وأهمية البرنامج الفني الذي جرى تقديمه، والاحترافية التي أضفتها عليه المنسقة العازفة فاديا دوماني، ومشاركة المؤلف الموسيقي الدكتور هتاف خوري والعازفة العالمية تتيانا خوري.

أكثر من 220 منشدا، تم جمعهم والتنسيق بينهم في فترة قياسية، حيث أن أي عمل من هذا النوع بشهادة الفنانين المحترفين يحتاج من ثلاثة الى ستة أشهر لكي يبصر النور على النحو الذي يرضي الجمهور، لكن الصدق في العمل والاصرار والايمان جعل هذه الأمسية تكتمل بكل مكوناتها في غضون أقل من شهر، وتخرج للجمهور الذي عبر عن تفاعل وإعجاب قل نظيره، فتسمّر على الكراسي لنحو ساعتين، ليسمع أغاني الميلاد، من دون وجود أية مغريات من طعام أو شراب أو ألعاب أو ترفيه أو هدايا، بل فقط موسيقى وترانيم وأناشيد بأصوات فتية دافئة، ما يشير الى حجم النجاح الذي حققته طرابلس تغني الميلاد 3 التي حجزت مكانها من بين أضخم الأعمال الميلادية في لبنان وليس في طرابلس والشمال فحسب.

ولعل أيقونة الأمسية كانت في القراءات التي شهدتها من الانجيل المقدس والقرآن الكريم، فكانت المرة الأولى التي تشهد فيها طرابلس حدثا ميلاديا من هذا النوع مشاركة وحضورا، والمرة الأولى التي يتخلل فيها حفلا ميلاديا قراءة من القرآن الكريم، ما أعطى صورة ناصعة عن المدينة السنية التي فتحت ذراعيها لحفل ميلادي ضخم، حضره وأنشد فيه مسلمون ومسيحيون، فلم يعد يتسع المسرح للمنشدين، كما لم تعد تتسع القاعة الكبرى في معرض رشيد كرامي الدولي للحضور، ما أعطى الأمسية بعدا دينيا، إيمانيا، وطنيا وتعايشيا قدمته طرابلس وأوصلت رسالته الى كل العالم، وأضافته جمعية سوشيل واي الى رصيدها المليء بالمشاريع المتميزة وبات من بينها “طرابلس تغني الميلاد” الذي ينتظر اللبنانيون فكرته للعام المقبل.


مواضيع ذات صلة: 

Post Author: SafirAlChamal