أين الفرح يا فخامة الرئيس؟… غسان ريفي

في ريسيتال الميلاد الذي إستضافه القصر الجمهوري، وكان فقط لمن يعنيهم الأمر من شخصيات الـ VIP، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الشعب اللبناني أن يفرح بالأعياد، ″رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهه″، الأمر الذي دفع كثيرون الى التساؤل: أين مساحات الفرح يا فخامة الرئيس؟، وهل يخفى على “بيّ الكل” ما يعانيه أبناءه من مآس ومعاناة وقهر وذل وحرمان حوّلت الفرح الى حزن، والأمل الى يأس، في وطن بات السواد الأعظم فيه يشعرون بالغربة.

كيف لشعب لبنان العظيم أن يفرح يا فخامة الرئيس، ومستقبل بلده على كف عفريت، وتشكيل حكومته في خبر كان، والصراعات السياسية تشلّ مؤسساته، وتشرّع الفساد والهدر والسرقات والسمسرات وتساهم في زيادة القوي قوة، والضعيف ضعفا، والغني غنى، والفقير فقرا؟.

كيف لشعب لبنان العظيم أن يفرح، ونصفه عاطل من العمل، وثلثاه تحت خط الفقر، وأطفاله يواجهون تسربا مدرسيا، وعمالة تعرضهم لشتى أنواع المخاطر.. ونساؤه يُمنعن من إعطاء الجنسية لأولادهن، وأقصى أماني شبابه الحصول على تأشيرة للهجرة ليترك الشقى على من بقى؟..

كيف لهذا الشعب أن يفرح يا فخامة الرئيس، والتلوث يحيط به من كل حدب صوب، نفايات وصرف صحي وأنهر ملوثة، ومصانع تبث سموم من دون حسيب ولا رقيب، حتى باتت مساحة السرطان في لبنان أوسع من مساحة الرشح، فيما العناية الصحية غائبة وصولا الى موت الأطفال على أبواب المستشفيات لعدم قدرتهم على دفع نفقات العلاج؟.

كيف لنا أن نفرح يا بيّ الكل، وليالينا من دون كهرباء، ونهاراتنا في سجن زحمة السير، وحياتنا تقتلها المياه الملوثة، وسلامتنا مهددة إن لم يكن بالحوادث فبالسلاح المتفلت وقانون الغاب، والرصاص الطائش..

كيف لهذا الشعب أن يفرح، والدين العام تجاوز المئة مليار دولار، والليرة اللبنانية مهددة، والاقتصاد على وشك الانهيار، والحركة التجارية في الثلاجة، والسيولة في جيوب المواطنين معدومة، والقروض والديون الشخصية تلتهم الرواتب..

كيف لهذا الشعب أن يفرح من دون أمل ولا رجاء ولا تفاؤل ولا مستقبل، ولا بصيص نور بحياة أفضل في بلد كل المؤشرات فيه تقول أنه يتجه إنحدارا نحو الهاوية، وأبناؤه لا يجدون سوى الشارع للتعبير عن وجعهم.

في أحد الافلام المصرية، يصاب الشعب بعجز جنسي، فتسعى الحكومة الى التعتيم عن القضية، ويخرج وزير الصحة الى الناس ويقول لهم: ليقف كل واحد منكم أمام المرآة وليصرخ أنا قوي أنا حديد، فبات كل الشعب يتحدث مع نفسه في المرآة وكاد أن يصاب بالجنون.. عسانا يا فخامة الرئيس ألا نتحول الى شعب يفتش عن الفرح في المرآة!.. 


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يخرج اللقاء التشاوري ″من الحكومة بلا وزير″؟… غسان ريفي

  2. نجيب ميقاتي.. كاسحة ألغام لضمان سلامة البلد… غسان ريفي

  3. هل يحرّر اللواء عباس إبراهيم الحكومة من أسر العقدة السنية؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal