عكار: تكرار المأساة نفسها مع كل شتاء.. وخطر الأنهر يتفاقم… نجلة حمود

شكلت الشتوة الأولى في عكار أمس الأول مع بداية فصل الشتاء، نموذجاً عما يمكن أن تؤول إليه الأحوال في المحافظة، حيث إعتاد المواطنون على الفيضانات والسيول، فتتحول خيرات الطبيعة الى نقمة على الأهالي والمزارعين، وسط غياب الحلول للفيضانات النهرية وأبرزها النهر الكبير الجنوبي الذي يؤدي فيضانه سنويا إلى حدوث كارثة فعلية في العديد من القرى الساحلية التي يغمرها ويتلف مزروعاتها.

هي المأساة نفسها تتكرر سنويا من دون أية معالجة تذكر من قبل المعنيين، حيث لا يصار الى تعزيل مجاري الأنهر التي تغمر سهل عكار، وتدخل الأوساخ والنفايات الى المنازل المجاورة.

ولعل الصرخة التي رفعها مخاتير سهل عكار وأهالي شيرحميرين خير دليل على مدى الاستهتار اللاحق بالمحافظة وغياب الوزارات عن القيام بأدنى واجباتهم. وما زاد الأمور سوءا أعمال الحفر التي تقوم بها شركات التعهدات في عكار والتي لا تلتزم أدنى معايير السلامة العامة، ما أدى الى إنزلاق شاحنة على طريق عام منجز بسبب أعمال التعبيد السيئة للغاية.

ويؤكد أهالي شيرحميرين أن البلدة تعرضت الليل الفائت لموجة من السيول نتيجة للامطار الغزيرة التي هطلت ما أدى الى جرف الطرقات، وما زاد الطين بلة تلك الاشغال التي تقوم بها شركة هومن التي حفرت الطرقات لتمديد قساطل لمياه الشفة منذ اكثر من سنة وتركت الحفريات، ما أدى الى جرف الطرق وإغراق البلدة في الحفر، كل ذلك أدى الى انقطاع الطرق امام السكان المحليين والكثير منهم لم يستطيعوا الدخول الى منازلهم وباتوا ليلتهم في الخارج.

ويتساءل الأهالي من المسؤول عما يجري من فوضى؟، في ظل غياب مجلس بلدي وأي جهة رسمية أخرى، لذلك ليس لدينا الا ان نطالب محافظ عكار عماد لبكي والهيئة العليا للاغاثة والنواب الاطلاع عن كثب على الواقع كون بلدة شير حميرين تعتبر قرية منكوبة بكل ما للكلمة من معنى.  

وفي السياق نفسه أبدى مختار قرية السماقية عبدالله درويش أسفه لما يجري سنويا من فيضانات، مؤكدا أن الحل هو بإنشاء ساتر عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، أسوة بالجانب السوري الأمر الذي يمنع الفيضانات. 

في المقابل لا حاجة إلى السؤال عن أماكن وجود النازحين السوريين في عكار، إذ إن المخيمات التي تنتشر في مختلف أرجاء المحافظة. وهي تفتقر لأبسط مقومات الحياة تدل على هوية قاطنيها، وأوضاعهم المعيشية والصحية التي تزداد سوءاً يوما بعد يوم. وقد حاول النازحون، أمس، ترتيب أوضاعهم وتمتين خيمهم، استعدادا لفصل الشتاء ضمن الإمكانات المتوافرة.

ويمكن القول إنه بالرغم من تحرك المنظمات الدولية ومفوضية الأمم المتحدة، على وجه الخصوص، بهدف معالجة أوضاع النازحين قبل بداية فصل الشتاء، لجهة تأمين مساكن بديلة أو ملاجئ جماعية، إلا أن واقع الحال يظهر استحالة تطبيق كل ما يتم التصريح عنه في تقارير المؤسسات الدولية.


مواضيع ذات صلة:

  1. عكار: مطالبة  الشركة المتعهدة ″هومن″ بايقاف المشروع… نجلة حمود 

  2. عكار: سجال بين رئيس بلدية منيارة والشركة المتعهدة.. والمواطنون ضحية… نجلة حمود

  3. عكار: الشركة المتعهدة تهدد حياة المواطنين.. نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal