ملثمون يقطعون طريق عكار.. وشعارات اسقاط النظام ترتفع.. ماذا بعد؟… عمر إبراهيم

لم يعد بالامر المهم الدخول في متاهات البحث عن الجهات التي تقف خلف الحركة الاحتجاجية على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتنامية في لبنان، فالمنحى الدراماتيكي للتحركات شبه اليومية منذ وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبة  بات يطرح تساؤلات هل لبنان مقبل على فوضى منظمة؟، وكيف ستتصرف الدولة مع هكذا تحركات باتت شعاراته تتجاوز المطلب المعيشي الى السياسي لجهة الدعوات الى اسقاط النظام والعصيان المدني.

ثلاثة أيام مرت والتحركات ما تزال مستمرة في طرابلس بعد ان كانت أطلقت شرارتها تحركات بيروت، ووصلت الى عكار ولكن بطريقة مختلفة حيث نزل بعض المحتجون وبعضهم من الملثمين وعمدوا الى قطع طريق العبدة واشعال الاطارات، ما اوحى بان الامور ذاهبة الى التصعيد مع الحديث عن تحرك مرتقب يوم الاحد في العاصمة بيروت يجري التحضير له على مواقع التواصل الاجتماعي وميدانيا بعد تجهيز بعض المحتجين السترات الصفراء المستوحاة من تحركات فرنسا الشعبية.

يبدو واضحا ان الخلط بين التحركات في فرنسا من ناحية الزي الاصفر واستحضار الشعارات السياسية التي اطلقت في عدة دول عربية ومنها “الشعب يريد اسقاط النظام”، و”ثورة ثورة “، و”سلمية سلمية”، يوحي بان ما يحضر على الارض بات اكبر من مجرد حركة عفوية خرجت من رحم المعاناة والفساد ومن تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهي تنذر في حال لم يتم استيعابها بالاعظم خصوصا وان معظم الذين خرجوا الى الشوارع هم من جيل الشباب العاطل عن العمل وممن تقطعت بهم السبل في تأمين قوت يومهم.

لا يختلف اثنان على فساد السلطة، وعلى ارتهانها للخارج في ادارة شؤون البلد، وهو ما جسّدته عراقيل تشكيل الحكومة والاتفاق الذي تم لاحقا بعد الاشارات الدولية والاقليمية، الامر الذي يجعل اي تحرك في لبنان وان كان محقا مشكوكا بأمره من وجود جهات تقف خلفه او تريد ان تستثمر به وتستغل وجه هؤلاء الذين يمضون لياليهم في الشوارع تحت زخات المطر، لا سيما ان محاولات بعض اركان السلطة عبر ماكيناتهم الاعلامية الترويج بدور لحزب الله وراء التحركات قد اثبتت عدم صحتها، بعد ان اكتشفوا ان الشارع الذي يتحرك بغالبيته في الوقت الراهن هو مختلف مع حزب الله في السياسة، وما تحرك عكار الذي ظهر فيه ملثمون وما سبقه ليلا في طرابلس من هتافات وشعارات كتبت على الجدران، الا دليل على ان الامور بدأت تخرج عن السيطرة وتنذر بمواجهة مفتوحة مع جيش الغاضبين.


مواضيع ذات صلة:

  1. من يقف خلف تسيييس التحركات الشعبية.. وماذا يُحضر لها؟… عمر ابراهيم

  2. كيف نجح تجار المخدرات في تحويل  بعض المناطق الى ما يشبه ″الباطنية″؟… عمر ابراهيم

  3. طرابلس تكفر بالدولة… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal