هل يحرّر اللواء عباس إبراهيم الحكومة من أسر العقدة السنية؟… غسان ريفي

إستبشر اللبنانيون خيرا بقرب ولادة الحكومة العتيدة قبل عيد الميلاد المجيد أو قبل عيد رأس السنة، بعدما وجدوا أن ملف التفاوض لحل ″العقدة السنية″ بات بشكل علني في عهدة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي لم يسبق له أن أخفق في مهمة أوكلت إليه، وهو الخبير والمتمرّس في كيفية تحرير الأسرى والمخطوفين، وربما لن يصعب عليه أن يحرر الحكومة من أسر العقد المتلاحقة، وأن تبصر النور بجهد يعلم الجميع أنه لن يدخره لاتمام مهمته بنجاح.

كل الأنظار تتجه الى الاجتماع الذي سيعقد بعد ظهر اليوم بين اللواء إبراهيم وبين نواب اللقاء التشاوري في دارة النائب عبدالرحيم مراد، حيث وبحسب المطلعين ″سيبدأ الجد″، في وضع بنود هذه العقدة على طاولة البحث، في وقت يتقدم منسوب التفاؤل لجهة إيجاد حل نهائي يقوم على تنازلات مشتركة وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب.

بات معلوما أن التنازلات ستكون على الشكل التالي:

أولا: يعترف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بحق تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة الستة في حكومة الوحدة الوطنية.

ثانيا: يعلن رئيس الجمهورية عن التنازل عن مقعد سني من حصته لمصلحة النواب السنة الستة.

ثالثا: يتنازل اللقاء التشاوري عن تمثيل أحد أعضائه، ليسمي رئيس الجمهورية وزيرا يمثلهم يرضى عنه الرئيس الحريري.

أما موضوع إستقبال الرئيس الحريري للنواب السنة فقد بات من التفاصيل، وهو ربما يحصل في مكان محايد، أو يتم غض النظر عنه، علما أن بعض أعضاء اللقاء يعتبرون أن عدم إستقبال رئيس الحكومة المكلف لنواب منتخبين من الشعب هو قمة الاساءة لموقع رئاسة الحكومة ولمجلس النواب الذي ينتسب إليه هؤلاء النواب، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، لأن الحريري بذلك لا يتصرف كرئيس جامع لكل اللبنانيين.

تشير المعلومات الى أن طريق التسوية من المفترض أن يمهد تدريجيا ليسير عليه قطار الحكومة، لتجنب صدمات التنازل التي قد تنعكس سلبا على أصحابها كل في شارعه، لذلك فإن الخطوة الأولى التي ستضع هذا القطار على سكته الصحيحة هو إعتراف الحريري بحق تمثيل اللقاء التشاوري، عندها يُفتح باب المفاوضات على البنود الأخرى، إلا أن ما لفت الأنظار بعد البيان الذي إعتبر إيجابيا من قبل اللقاء التشاوري بعد إجتماعهم أمس هو موقف النائب فيصل كرامي الموجود في لندن، والذي أشارت مصادره الى أنه يصرّ على تمثيل اللقاء في الحكومة من خلال أحد أعضائه الأمر الذي طرح تساؤلات حول حقيقة وجود تباينات بين أعضاء اللقاء حول التنازل المفترض أن يقدموه.

إلا أن أحد النواب الستة أبلغ سفير الشمال أن اللقاء يحمل إسم التشاوري وأن لكل من أعضائه الحرية الشخصية في أن يدلي بالموقف السياسي الذي يراه مناسبا، إلا أن موقف اللقاء يُتخذ بعد نقاشات مستفيضة بالاجماع أو بالأكثرية وعندها يلتزم به الجميع.


مواضيع ذات صلة:

  1. هذا هو السيناريو الوحيد لحل العقدة السنية وتشكيل الحكومة… غسان ريفي

  2. ما الذي يعرقل ولادة الحكومة.. العقدة السنية أم الثلث المعطل؟… غسان ريفي

  3. من سيتراجع لحل العقدة السنية: عون أو الحريري أو حزب الله؟… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal