تفاصيل عن عمليات تهريب المهاجرين.. كيف تتم ولماذا يتم التغاضي عنها؟… عمر ابراهيم

برزت في السنوات الماضية قضية قوارب المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا، وبدا التعامل الرسمي معها في لبنان يتم وفق مقتضيات المرحلة السياسية محليا واقليميا، وفي بعض الاحيان كانت تستخدم كورقة ضغط على المجتمع الدولي من اجل الايفاء بوعوده المالية والاقتصادية لتغطية نفقات النازحين السوريين وتبعات وجودهم على الاراضي اللبنانية.

آلاف المهاجرين غير الشرعيين غادروا لبنان في السنوات الماضية وجلهم من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، مع وجود اعداد من اللبنانيين التحقوا باقرانهم من الفقراء ومنهم من تحصن بأوراق ثبوتية اما سورية او فلسطينية، لاستخدامها لحظة وصوله الى الدول الاوروبية طمعا في الحصول على اللجوء الانساني.

مئات القوارب نجحت بالخروج بأمان من لبنان، وبعضها فشل في ذلك اما بسبب القاء القبض عليهم من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية او نتيجة أعطال فنية في القارب ادت الى غرقه وإنكشاف امرهم، لكن كيف تتم عملية التهريب وهل من تواطؤ لتسهيل مرورهم؟.

يشير احد المطلعين على عمليات التهريب الى أن ″انتقال القارب من لبنان الى قبرص او تركيا ليس بالامر الصعب، وهو لم يعد حكرا على المهربين، حيث بات البعض يلجأ الى شراء قارب ويعمل على وضع محرك متطور له وينطلق في رحلته معتمدا على جهاز ارشاد على الطرق عبر الهاتف″.

ويضيف: ″هؤلاء يفضلون الاعتماد على انفسهم وقسم كبير منهم نجح في الوصول الى هدفه، وذلك خوفا من التعامل مع مهرب قد يبتزهم ماليا او يقوم بتسليمهم، او خشية ان يكون بين المهاجرين مخبر للاجهزة الامنية يفشّل عملية تهريبهم كما حصل في مرات عدة حيث القي القبض على مهاجرين قبل صعودهم الى القوارب″.

ويتابع: ″غالبا ما تبلغ كلفة الراكب الى قبرص او تركيا ما بين الفي دولار الى ثلاثة الاف، حسب عدد الركاب، فاذا كانوا اكثر من 30 ينخفض المبلغ اما اذا كانوا اقل فيرتفع، لذلك يفضل البعض شراء القارب بمبلغ مالي صغير وتجهيزه بمحرك لا يتجاوز سعره اربعة الاف دولار والانطلاق به من باب توفير المال وحرصا على عدم اكتشاف امرهم خصوصا اذا كانوا مجموعة يعرفون بعضهم او من جنسية واحدة″.

ويقول المصدر: ″في معظم الاحيان التي يتم فيها القاء القبض على مهاجرين تكون نتيجة وجود مخبر بينهم او عن طريق صاحب القارب، لان من يعمل في هذا المجال على دراية تامة في كيفية الهروب من الدوريات البحرية اللبنانية والتعامل معها″.

ويختم: ″اليوم بات اللبنانيون يحتلون ارقاما عالية بين المهاجرين وهذا العدد قد يتضاعف في حال بقيت الاوضاع السياسية والاقتصادية على حالها، ويبدو ان من كان يغض الطرف عن السوريين والفلسطيين قد يتساهل مع خروج اللبنانيين، الا اذا حصلت صفقة مع الدول الاوروبية على غرار مع قامت به تركيا حيث ضبطت عملية التهريب بعد ان ابرمت اتفاقا مع الدول الاوروبية لتتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين السوريين في تركيا″.


مواضيع ذات صلة:

  1. الهجرة غير الشرعية تعود بقوة.. هل يتم إغراق القوارب عمدا؟… عمر ابراهيم

  2. الهجرة غير الشرعية مستمرة: لبنانيون بأوراق فلسطينية.. وبيع عقارات في عين الحلوة… عمر إبراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal