ما هي تداعيات تهديد عون للحريري؟… غسان ريفي

إختلط الحابل بالنابل في ملف تشكيل الحكومة التي بات الجميع على قناعة بأن ولادتها تتعثر أكثر فأكثر، في ظل تشعّب الخلافات والصراعات حول العقدة السنية، ومن الذي سيضحي من أجل تمثيل ″اللقاء التشاوري″ من حصته، رئيس الجمهورية ميشال عون أم الرئيس المكلف سعد الحريري؟.

من المفترض أن يغادر الحريري لبنان يوم الأحد المقبل متوجها الى باريس ومنها الى لندن في مهمة يريد من خلالها تحصين مقررات مؤتمر سيدر (بحسب أوساط تيار المستقبل)، ما يعني أن مشاورات التأليف ستتوقف الى حين عودته، في وقت يرى فيه متابعون أن سفر الحريري المتكرر يعطي إشارة إضافية لمن يعنيهم الأمر بأن الكرة ليست في ملعبه وأن تمثيل النواب السنة الستة لا يعنيه، وأن على الذين يصرون على توزيرهم أن يجدوا لهم مقعدا من حصتهم أو من حصة رئيس الجمهورية.

توقف كثير من المتابعين أمام ما نقلته وسائل إعلام عن زوار قصر بعبدا أمس حول تحفظ الرئيس عون على آداء الرئيس الحريري وإنتقاد سفره المتكرر وغير المبرر، ما يشير الى أن تشكيل الحكومة ليس في صلب أولوياته، ما دفع رئيس الجمهورية (بحسب الزوار ووسائل الاعلام) الى التهديد بورقة العودة الى مجلس النواب لايجاد حل لهذه المماطلة، فضلا عن تهديد الرئيس المكلف بأنه إما أن يرضى بصيغة الحكومة الموسعة بـ 32 وزيرا ويشكل حكومته على أساسها، أو أن يتنحى والبديل جاهز، الأمر الذي يرى فيه متابعون ضربا للتسوية الرئاسية ومقدمة لعودة الاشتباك السياسي من الباب العريض وما يمكن أن ينتج عنه من تطورات دراماتيكية في ظل الظروف الدقيقة التي يمر فيها لبنان وما يواجهه من تهديدات إسرائيلية.

يشير مطلعون الى أن الزيارة التي قام بها باسيل الى الحريري في بيت الوسط ربما تكون لتبريد الأجواء ولشرح الموقف الذي نقل عن رئيس الجمهورية، ومحاولة أخيرة قبل سفر الرئيس المكلف لاقناعه بصيغة الـ 32 وزيرا وهو ما يرفضه الحريري حتى الآن، كما يرفضه اللقاء الديمقراطي الذي أعلن على لسان الوزير مروان حمادة أن أحدا لم يطلعنا على هذه الصيغة أو يتحدث معنا بها.

الموقف المستجد لرئيس الجمهورية تجاه الحريري في حال كان صحيحا، علما أنه لم يصدر عن دوائر القصر الجمهوري ما ينفيه، يطرح سلسلة تساؤلات لجهة: الى أي مدى وصل الخلاف بين عون والحريري حول الحكومة؟، وما هو تأثير حزب الله في هذا الخلاف؟، وهل قرر الحزب التخلي عن الحريري؟، وهل موقف الحزب عكسه الوزير السابق وئام وهاب الذي أكد أن الحريري لم يعد مطابقا لمواصفات رئيس الحكومة؟، أم أن ما قاله وهاب لا يعدو كونه فشة خلق وليس بايحاء سياسي أو معلومات من حارة حريك؟، ثم في حال كان الأمر صحيحا، كيف سيواجه الرئيس الحريري هذه التهديدات؟ وماذا عن الدستور الذي لا يحدد مهلة زمنية للتكليف؟، وماذا سيكون موقف رؤساء الحكومات السابقين الداعمين للحريري إضافة الى الشارع السني؟، وما هو مصير مؤتمر سيدر الذي يسعى الحريري في سفره الى تحصين مقرراته وتثبيتها؟، وهل يعني ذلك أننا نتجه للدخول رسميا في المجهول؟

يبدو واضحا أن عون ومعه باسيل يتمسكان الى أبعد الحدود بالثلث المعطل في الحكومة وبعدم التفريط بالمقعد السني المخصص لرئيس الجمهورية، وأن الصيغة الوحيدة التي من شأنها أن تحل العقدة السنية وتبقي على هذا الثلث في عهدة التيار الوطني الحر، هو توسيع الحكومة الى 32 وزيرا بحيث ينضم وزير من السريان الى حصة رئيس الجمهورية، ووزير علوي الى رئيس الحكومة الذي يتخلى بالمقابل عن مقعد سني لمصلحة اللقاء التشاوري، وتصبح حصته أربعة وزراء سنة وواحد مسيحي وآخر علوي، وما دون ذلك عبارة عن إهدار للوقت، فهل يوافق الحريري على هذه الصيغة ويحافظ على موقعه في رئاسة الحكومة؟، أم أن باب الأزمة سيفتح على مصراعيه ويترجم إشتباكا سياسيا وتوترات في الشارع لا يمكن لأحد أن يتكهن بنتائجها؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. ما الذي يعرقل ولادة الحكومة.. العقدة السنية أم الثلث المعطل؟… غسان ريفي

  2. حركة تذليل العقبات من دون بركة.. ولا حكومة في الأفق… غسان ريفي

  3. الحريري يُدعّم موقفه بتمثيل ″الوسط المستقل″.. والحكومة تنتظر… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal