بيت لحم في قرنعون… لميا شديد

أن يعيش اللبنانيون زمن الميلاد فهو امر عادي، اما أن يعيشوا مرحلة تاريخية معينة تعطشوا لها فهو أمر من الخيال. وها هي ″قرنعون″ البترونية تستحضر ″بيت لحم″ في قرية نموذجية ببيوتها وتجار سوقها ومحلاتها واجوائها على امتداد مساحة واسعة.

يوم الاحد المقبل في التاسع من كانون الاول الجاري وللسنة السابعة على التوالي تفتتح قرنعون قريتها الميلادية وهي بالفعل ضيعة ميلادية بامتياز تطال بنشاطاتها واجوائها كل شرائح المجتمع بمختلف اعمارهم، والاهم في كل ذلك هو أن قرية بيت لحم التي تم بناؤها على مساحة كبيرة تجسد بيت لحم التي ولد فيها يسوع في الاراضي المقدسة.

الفكرة لم تأت من عدم انما نتيجة عمل وجهد متواصلين من فريق عمل يضم اكثر من 300 شخص بينهم متخصصين في كل المجالات.

منذ زمن الميلاد في العام 2017 انطلقت رحلة بناء بيت لحم في قرنعون والدراسات استغرقت حوالى السنة والبناء أنجز في فترة تراوحت بين 5 و 6 اشهر.

يقول الاب فادي جندح المتخصص في أعمال الديكور أن العمل تحقق نتيجة صلاة ورؤية وعمل وجهد من اشخاص عملوا لاعطاء فرصة لكل اللبنانيين الذين يحلمون بزيارة ضيعة بيت لحم، وهذا امر صعب، وها نحن نعطيهم الخبرة لكي يعيشوا معنا بيت لحم في ضيعة نموذجية حيث الاشخاص هم بشر حقيقيون  من ارضنا، من شباب وصبايا  قرانا اعطوا من وقتهم ليساهموا في تجسيد مرحلة من مراحل تاريخ الكنيسة، حيث نرى الرعاة والمجوس ومريم ويوسف وكل الاشخاص الذين كانوا يعملون بمهن مختلفة في ذلك الزمن من نحاس وقش ونجارة، دكاكين لبيع مختلف المنتوجات والحاجيات ومن يزور قرنعون سيجد ما هو مميز ومختلف ورائع.

أما صاحبة الفكرة السيدة دورا حكيم فقالت:  كل سنة ومع انتهاء موسم الميلاد نبدأ بالاعداد للموسم التالي حيث بدأنا بالتحضير منذ شهر كانون الثاني 2018 من تخطيط وتفكير وتنفيذ . فالتنفيذ تطلب  5 اشهر أما  الدراسات والهندسة المبدئية فانطلقت منذ سنة تقريبا ونتوقع ان تكون قرنعون.. حكاية عيد مميزة لهذا الموسم لاننا خلطنا الزمن القديم بالزمن العصري.

لقد استحضرنا الميلاد القديم على ايام يسوع في بيت لحم منذ 2000 سنة وهذا المشهد لم يعد موجودا الا في بيت لحم حيث قمنا ببناء بيت لحم وهذا فعل جنون ولا اعتقد ان احدا يستطيع ان يفعل ذلك وان نبني بيت لحم هو عمل عظيم.

بناء بيت لحم بمشاهد حقيقية بدكاكينها وسوقها وبيوتها انتهى وبدأ العمل باضفاء الحياة على البناء من خلال المشاهد وتجار السوق ومظاهر العيد وفريق قرنعون معروف بابداعه في هذا المجال.

وتقول حكيم: هذه السنة حكاية العيد تمتد على كامل مساحة قرنعون وتحتضن مراحل بدءا بزمن الماضي الى الحاضر من عالم خيالي رائع مدهش الى ضيعة بابا نويل الشخص الذي يستعد للعيد ولقائه بالناس، كيف يبدأ يومه مع الرياضة الصباحية وتحضير القهوة والفطور الى اهتمامه بجمع الحطب وصولا الى حكاية العيد الكلاسيكية. وهكذا بابا نويل لم يعد ذلك الشخص الجامد غير المتحرك بل نراه في ثياب النوم والعمل ويعيش زوار القرية وكأنهم يزورون بابا نويل في ضيعته ومنزله ويرونه وهو يتحضر لزيارتهم.

أما المميز فهو الاحداث السريعة العفوية والارتجالية التي تضفي جوا من الفرح والأهم هو  الرسالة التي توجهها قرنعون الى كل المعنيين بالطبيعة وحمايتها والحفاظ عليها من الأهل الى الاولاد وتشجعهم على حب الطبيعة من خلال مشاهد تخبر فيه الطبيعة عن مدى الاذى الذي يلحقه الانسان بها.

ولفتت حكيم الى أنه عاما بعد عام  تشكل قرنعون اهم مقصد لعيش زمن الميلاد وهذا العام وبالرغم من كل الظروف التي يعيشها اللبنانيون الغارقين بفواتيرهم وهمومهم وطرقاتهم العائمة بالمياه والظلام الذي يعتم قلوب اللبنانيين دورنا ان نحمل الفرح للناس وعلينا ان نخلق واحات فرح في الزمن الذي يجتاحه اليأس واننا قادرون ان نعمم الفرح ونفرح في ظل مبادرات فردية واذا لم نكن قادرين على تغيير الوطن نستطيع خلق واحات صغيرة من الفرح، فنؤكد ان هناك فرصا في لبنان لكي ننجح ونخلق ونبتكر ونفرح بعيدا عن اليأس وجميل ان نرى الصورة الحلوة في لبنان رغم الايام الصعبة وهذه هي رسالة قرنعون الاهم في هذا العيد.

karnaaon2


مواضيع ذات صلة:

  1. ترميم سوق البترون: استعادة ذاكرة وتاريخ… لميا شديد

  2.  البطريرك إلياس الحويك رجل الحوار والوحدة.. هل يُطوّب قديسا؟… لميا شديد

  3. مهرجان الافلام القصيرة المتوسطية بنسخته الثانية في البترون… لميا شديد


Post Author: SafirAlChamal