نقابة محرري الصحافة اللبنانية.. تدخل عصرا جديدا

خاص ـ سفير الشمال

لم يعتد محررو الصحافة اللبنانية على ممارسة الديمقراطية ضمن نقابتهم، فعلى مدار أكثر من أربعين عاما، كانت إنتخابات النقيب وأعضاء مجلس النقابة تجري بشكل معلب، وفق قاعدة التوافق وتبويس اللحى، وتشكيل لائحة “بريمو” برئاسة النقيب الراحل ملحم كرم، وكان دور المحررين المنتسبين الى الجدول النقابي آنذاك، الحضور الى مركز الاقتراع ومصافحة النقيب والسير معه الى صندوقة الاقتراع ووضع الورقة التي تتضمن إسمه وأسماء أعضاء لائحته، تحت إشرافه، لتنتهي العملية الانتخابية وتصدر النتائج بفوز اللائحة بنسبة 90 الى 99 بالمئة من حجم الأصوات.

بعد وفاة النقيب ملحم كرم شهدت النقابة إستحقاقين إنتخابيين، الاستحقاق الأول جاء وفق القاعدة المعروفة لجهة الاقتراع الى اللائحة التوافقية التي أوصلت إلياس عون الى سدة النقابة، والاستحقاق الثاني شهد محاولات إعتراضية على النقيب عون ولائحته لكنها لم تثمر، ففازت اللائحة بكاملها لكن بصعوبة خصوصا أن المعترضين حاولوا أن يلعبوا لعبة النصاب الذي تأمن بشق النفس.

يمكن القول إن الحالة الاعتراضية قبل ثلاث سنوات نمت وتوسعت، وصولا الى الاستحقاق الثالث الحالي الذي بدت فيه المنافسة حقيقية من خلال الطموح المشروع للزميل جوزيف قصيفي في خلافة النقيب إلياس عون، ففرضت المنافسة نفسها على النقابة، وأعطت الديمقراطية دفعا قويا لتفرض نفسها في هذه الانتخابات على خلاف ما كان يجري سابفا، خصوصا مع بروز “الانتحاري” الزميل أندريه قصاص الذي ترشح لمنصب النقيب وعمل جاهدا على تشكيل لائحة حملت إسم “القرار الحر” وضمت عددا من الزملاء المخضرمين في النقابة وغرض من خلالها معركة إنتخابية صعبة، فضلا عن نجاح الزميل قصيفي في تشكيل لائحته القوية التي حملت إسم “الوحدة النقابية”، في وقت لم يحالف الحظ النقيب إلياس عون في تشكيل لائحة ثالثة، فآثر الاستمرار في ترشيحه والانضمام الى لائحة القرار الحر الى جانب الزميل أندريه قصاص.

جرت العملية الانتخابية يوم أمس من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، وتميزت بمنافسة قوية لم تعهدها نقابة المحررين من قبل، وترجمت بالاقبال الكثيف من قبل الزملاء حيث بلغت نسبة المقترعين 88 بالمئة من الذين سددوا إشتراكاتهم ويحق لهم الاقتراع، وأسفرت عن فوز تسعة أعضاء من لائحة “الوحدة النقابية” هم الزملاء: جوزف قصيفي، جورج بكاسيني، جورج شاهين، واصف عواضة، سكارليت حداد، نافذ قواص، خليل فليحان، يمنى غريب، علي يوسف..

وثلاثة أعضاء من لائحة “القرار الحر” هم: إلياس عون وأندريه قصاص، وحبيب شلوق.

لا شك في أن هذه الانتخابات الديمقراطية وما تخللها من منافسة شريفة، من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه أمام مراقبة مجلس النقابة من قبل الهيئة العامة ومحاسبته، كما ستضع المجلس الجديد أمام مسؤوليات جسام في حماية المهنة وحقوق الزملاء وتأمين الضمانات المطلوبة لهم، في ظل الصعوبات التي تواجهها وسائل الاعلام لا سيما الصحف الورقية، كما من شأن ذلك أن يعيد كثير من الزملاء الى حضن النقابة، وأن يؤسس لعصر جديد قائم على مبدأ الثواب والعقاب في كل إستحقاق إنتخابي تشهده نقابة المحررين.

Post Author: SafirAlChamal