ثلاثة ملفات تفرض تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد… عبد الكافي الصمد

بانقضاء اليوم يكون 197 يوماً قد مرّ على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، من غير أن تلوح في الأفق أي بوادر تشير إلى احتمال ولادة الحكومة قريباً، لا بل إن الحريري ينوي التوجه إلى العاصمتين الفرنسية والبريطانية، باريس ولندن، خلال الأيام المقبلة، تاركاً البلاد عالقة وسط أزمات ومخاطر تهدّدها على أكثر من صعيد.

أكثر من مبرر وسبب يفرض تشكيل الحكومة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، لمواجهة التحدّيات والأزمات التي تواجهها البلاد، لأن أي تأخير في تأليفها يعني المزيد من تفاقم الأوضاع والإهتراء الداخلي على كافة الصعد.

التأخير في تأليف الحكومة أظهر تعقيدات الوضع السياسي الداخلي، والأزمة البنيوية التي يعاني منها نظام الحكم في لبنان، إذ إنه بدلاً من أن تكون الإنتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار الماضي مدخلاً إلى ضخّ الدم وتجديد الحياة السياسة في البلاد بعد تمديدين لمجلس نواب 2009، دخل لبنان في نفق مجهول منذ تكليف الحريري تأليف الحكومة في 24 أيار الفائت، من غير ظهور ما يشير إلى أن الخروج من النفق سيكون قريباً.

غير أنه إضافة إلى ضرورة وجود حكومة تعمل على تسيير شؤون البلاد والعباد، ومتابعة القضايا اليومية الملحّة التي تهمّ المواطنين، فإن ثلاثة ملفات وقضايا هامّة تفرض وجود هذه الحكومة، لأن الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال يعني أن البلاد ستواجه أزماتها المقبلة وهي شبه مشلولة، وهذه الملفات الثلاثة هي:

أولاً: لم يعد خافياً أن لبنان يعيش أياماً صعبة جداً على الصعيد الإقتصادي، ذلك أن الضائقة المعيشية التي يعاني منها المواطنون، ونقص السيولة المالية وتراجع تدفق أموال المغتربين وارتفاع نسب البطالة واضمحلال فرص العمل والركود الإقتصادي، هي أسباب جعلت لبنان يقف على حافة أزمة مالية خاتقة تنذر بانهيار على أكثر من صعيد، وفق تقارير إخبارية ومالية صدرت في الآونة الأخيرة، كشفت حجم العجز الكبير في الميزانية العامة وفي خزينة الدولة، والعجز التجاري الذي يعاني منه لبنان مع الدول الأخرى، بالتزامن مع تراجع حركة تصدير المنتجات والسلع المحلية إلى الخارج بسبب أحداث سوريا التي شلّت أغلب القطاعات الإقتصادية في لبنان.

ثانياً: يستعد لبنان لاستضافة القمة الإقتصادية العربية في 19 و20 كانون الثاني المقبل، ولهذه الغاية يجول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على الدول العربية موجّهاً إليها دعوات رسمية لحضور القمة، التي يفترض أن تشكّل متنفساً لخروج لبنان من أزمته الإقتصادية التي يعاني منها، غير أن هذه الإستفادة المرتقبة محفوفة بمخاطر عدّة قد يجعل الآمال المعلقة على القمة الإقتصادية تتحول سراباً في ظلّ التأخير في تأليف الحكومة، لأن استقبال لبنان الوفود العربية وهو بحكومة تصريف أعمال، سيعطي إنطباعاً غير إيجابي ولا يوحي بالثقة من قبل الدول التي ستشارك في قمة بيروت.

ثالثاً: برزت التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان في الأيام الأخيرة، بعد ادّعاء الصهاينة بوجود أنفاق تحت الأرض حفرها حزب الله وتربط بين الأراضي اللبنانية وفلسطين المحتلة، وتوجّه حكومة تل أبيب إلى رفع منسوب التهديد ضد حزب الله ولبنان معاً، واستغلال الأمر لأهداف تتعلق بتطورات داخل الكيان الصهيوني، الأمر الذي وضع لبنان في عين العاصفة مجدّداً، ووضعه على حافة حرب جديدة يهدّد الإسرائيليون بشنّها على لبنان، في تطوّر بالغ الخطورة يستدعي تاليف حكومة وحدة وطنية لمواجهته، وتحصين الساحة الداخلية، بدل الإختلاف على الحصص والحقائب وجنس الملائكة.


مواضيع ذات ثلة:

 

  1. الحكومة والعقدة السنّية: تأزيم وتصعيد وأفقٌ مسدود… عبد الكافي الصمد

  2.  هل يأخذ الحريري بنصائح جنبلاط؟… عبد الكافي الصمد

  3. هل يطول إنتظار ولادة الحكومة حتى الربيع؟… عبد الكافي الصمد


Post Author: SafirAlChamal