كيف نجح تجار المخدرات في تحويل  بعض المناطق الى ما يشبه ″الباطنية″؟… عمر ابراهيم

تعترف مصادر أمنية أن هناك مناطق في لبنان يحاول بعض تجار المخدرات تحويلها إلى ما يشبه ″الباطنية″ (الفيلم المصري الذي تحدث عن حي الباطنية في مصر والذي اشتهر بتجارة المخدرات)، معتبرة ان ما حصل في بلدة الشراونة البقاعية قبل ايام من مواجهات بين عناصر الجيش اللبناني ومروجي المخدرات وما اعقبه من ردات فعل غاضبة تجاه احد مراكز الجيش خير دليل على تنامي قدرات هؤلاء التجار وسيطرتهم الميدانية.

وتلفت المصادر الى ان التصدي لظاهرة ترويج المخدرات وحبوب الهلوسة التي تفشت بشكل كبير بين مختلف شرائح المجتمع، بات يحتاج الى اجماع وطني يرفع من خلاله الغطاء السياسي عن هؤلاء الذين يتحركون على نطاق واسع وينشرون سمومهم في كل المناطق ولدى شرائح مختلفة بعدما كانت حصرا ضمن بيئة معينة يتم استغلال ظروف أبنائها الاجتماعية والاقتصادية.

وتتابع المصادر: ان مناطق حدودية بين لبنان وسوريا تعتبر من بين مصادر ترويج المخدرات وهي بعيدة عن أعين اجهزة الدولة او خارجة عن نطاقها، وهي مناطق لجأ اليها بعض التجار وباتوا يتحركون فيها براحة تامة ويقيمون فيها مصانع ومخازن قبل نقل بضائعهم الى الاسواق المحلية اللبنانية او السورية والعربية.

ويمكن القول ان تجار المخدرات على أنواعها وجدوا في ظل الازمات السياسية التي تعصف بلبنان من وقت الى اخر ونتيجة التراخي الامني في بعض الاحيان بفعل الضغوطات وسياسة المحسوبيات، فرصة للتوسع على مساحة البلد والتغلغل ضمن كافة شرائح المجتمع لا سيما في الطبقات الاجتماعية الفقيرة التي تعاني من البطالة واليأس وصولا الى المخيمات الفلسطينية والنازحين السوريين.

والمثير للاستغراب هو تمدد واتساع رقعة عمل عصابات المخدرات، وتحول مناطقهم الى جزر امنية يصعب اختراقها على غرار ما حصل في بلدة الشراونة حيث تحولت مداهمة الجيش وقتله لاربعة مطلوبين الى ما يشبه الازمة الوطنية بعدما وجد هؤلاء من يدافع عنهم ويبرر قيامهم باحراق نقطة عسكرية للجيش ردا على مقتل المطلوبين.

هذه المناطق التي باتت مصدرا لترويج المخدرات بكميات كبيرة تغزو الاسواق اللبنانية، وسط معلومات حول وجود خط لهذه التجارة بين لبنان وسوريا في ظل الحديث عن أن هذا الخط يحظى بغطاء أشخاص نافذين يديرون شبكات تعمل لحسابهم وتحت إمرتهم.

وتشير المصادر الى “ان  تجار المخدرات يعملون بطريقة تحقيق رغبات كل شريحة، فهم في المناطق الغنية يستدرجون ضحاياهم بالإقناع بأن هذه الحبوب هي مقوٍّ جنسي، اما في المناطق الشعبية فهي تساعد على مواجهة شبيحة الشوارع وعدم استهابتهم، في حين يتم التركيز على الطلاب بإقناعهم ان لهذه الحبوب قدرة على المساعدة على التركيز في استيعاب الدروس وعدم التعب من السهر خلال التحضير للامتحانات.


Post Author: SafirAlChamal