الكورانيون يهددون بتحركات جديدة لمواجهة شركات الاسمنت… فاديا دعبول

تتواصل التحركات واللقاءات على مختلف الصعد في الكورة لمواجهة الاضرار البيئية والصحية التي تسببها شركات الاسمنت ومقالعها، لاسيما ان هذه الشركات استقدمت مؤخرا آليات حديثة جدا لحفر ورفع الاتربة من المقالع بكميات ضخمة، ما يساهم في زيادة التشويه البيئي للطبيعة وارتفاع نسبة التلوث المناخي.

وتجاه هذه الاخطار اقامت بلدية بترومين بالتعاون مع كاهن الرعية الاب حنانيا قطريب وعدد من الناشطين البيئين ندوة بيئية سلطت فيها الضوء على المشاكل التي تحدثها الشركات. وكان تركيز على اقامة دعوى ضد شركة هولسيم الام في سويسرا بسبب الانتهاكات التي تسببها شركة هولسيم في لبنان.

كما قام نادي الشباب فيع بمبادرة بيئية، بالتعاون مع هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها، لاستصلاح وتشجير ارض في وادي فيع، بغاية حماية الاراضي المحاذية لمقالع الشركات من الاضرار المحدقة بها. حيث ان غالبية مواسم فيع الزراعية من العنب والتين والزيتون قضي عليها جراء تلوث الشركات، ونسبة الوفيات في البلدة فاقت الستين في المئة من الامراض السرطانية.

وفي خطوة جديدة، تشكلت لجنة باسم ″معا لكورة أفضل″ تضم نخبة من الناشطين البيئيين الكورانيين. هدفها ايجاد الحلول العملية لمعامل اسمنت شكا ومقالعها الملوثة. وهي تتوجه لضم اكبر شريحة ممكنة من المهتمين بالبيئة الى صفوفها، لتتمكن من الاستفادة من خبرات واقتراحات الجميع، لحل الازمة الببئية المستفحلة منذ سنوات.

وفي هذا السياق تقترح الناشطة البيئية انعام الحسن من بتوراتيج وضع خطط لتنظيم التحركات المستقبلية، لتشكيل قوة ضغط. وفيما تركز على الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه المحافظ للحد من اضرار الشركات، ترى تقاعسا من قبل بعض رؤساء البلديات المعنية في حماية بيئتهم.

ويعتبر منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور جورج البرجي ان التحرك البيئي كلما تطور كلما زاد عدد الذين يسعون لاخراجه عن مساره. ولمواجهة اخطار الشركات ومقالعها على البيئة، يدعو لتضافر جهود الجميع، وتنظيم تحركات شعبوية ورفع دعاوى قضائية، لالزام الشركات احترام القوانين والشروط البيئية. مؤكدا ان ما يحدث هو مجزرة بيئية، وفي حال لم تلتزم الشركات بالمطلوب، سيتم اللجوء الى مواقف حازمة، واقفال الطرق امام الشركات لنقلها.

ويناشد رئيس جمعية وصية الارض نواب الكورة لترجمة اقوالهم الى افعال، والوقوف الى جانب الاهالي في مواجهة الشركات. كما يهيب الناشط البيئي جان كرم بالاهالي التحلي بالوعي والمسؤولية تجاه بيئتهم والمشاركة في التحركات المستقبلية للمحافظة على غد مشرق لاولادهم.

ويشدد الشاب غسان سليمان على ضرورة انخراط الشباب في الهيئات البيئية للدفاع عن مستقبلهم، وحقهم بالعيش في ارضهم.

وتحمّل الشابة جيهان حاج المسؤولية بما آلت اليه أوضاع الكورة البيئية المأساوية الى رؤساء البلديات والشعب المستسلم لصانعي الموت دون اعتراض. لذا ترى الدكتورة سمر النجار من اهمية رفع نصب تذكاري لشهداء مرضى السرطان في الكورة ليكون عبرة لمن لا يعي اخطار الشركات.

وفي حين يقترح رئيس لجنة كفرحزير البيئية تشكيل لجنة تنظيمية لتحرك جديد فاعل. يشدد عضو بلدية كفرحزير يعقوب وهبة على ضرورة السعي لاقفال الشركات ونقلها من مكانها. وفي هذا الصدد تؤكد الدكتورة فيفي كلاب ان ما تدعيه الشركات عن تشرد 500 عائلة جراء اقفال الشركات غير صحيح. حيث يمكن تحويلها لمنتجعات سياحية وفتح ابواب رزق امام الف عائلة جديدة.


Post Author: SafirAlChamal