البترون: من ينقذ مزارعي التبغ والتنباك من الفقر والجوع؟… لميا شديد

ها هو موعد مزارعي التبغ والتنباك في منطقة البترون مع إدارة حصر التبغ والتنباك لتسليم محاصيلهم لهذا الموسم قد حل. حيث عمل المزارعون على توضيب طرود التبغ وحملوا إنتاجهم الى مبنى الريجي في البترون وسط عدم رضى وفي قلوبهم غصة واسى على تعب وشقاء وكلفة موسم لا يفيهم حقهم وبالكاد يسد الكلفة ويؤمن ربحا زهيدا لا يسمن ولا يغني من جوع.

عاما بعد عام يتراجع عدد مزارعي التبغ في منطقة البترون، وبذلك تتراجع زراعة التبغ، ما يعني أن تاريخا زراعيا على وشك الاحتضار. فمنطقة البترون كانت من المناطق المعروفة بزراعة التبغ والتنباك بحيث لم يخل منزل من رخصة ولو بمساحات متفاوتة. وهذه الزراعة كانت تعتبر من اهم وابرز مصادر العيش لابناء المنطقة حيث سجلت مستوى مميز من الازدهار نتيجة الاقبال الكبير للحصول على التراخيص التي تسمح بهذه الزراعة.

واليوم ومع تراجع المردود الذي تسجله زراعة التبغ بدأ المزارعون بمن فيهم المزارعين الكبار بالتفكير جديا بالتخلي عن تراخيصهم والتوجه الى قطاع آخر قد يؤمن لهم ربحا مقبولا. الا ان الوعود التي يتلقاها هؤلاء المزارعين بالحصول على تعويضات تغريهم وتثنيهم عن التفكير بالتوقف عن زراعة اراضيهم بالتبغ.  أربع قرى فقط من بلدات وقرى قضاء البترون لا تزال تحتضن هذه الزراعة التي باتت مجرد ذكرى لدى نسبة عالية من الاهالي.

″كنا نستدين المال على موسم التبغ الذي منه كنا نسد الكلفة ونجني ارباحا تساعدنا على تأمين المأكل والمشرب وكلفة الاقساط المدرسية للاولاد″ يقول احد كبار المزارعين ويتابع: ″اليوم لم يعد هناك شيء محرز للتعب والكد والجهد لأن الاسعار بالارض وبالكاد تسد الكلفة.″

الى مبنى الريجي في محلة بسبينا في البترون حضر أمس مزارعو التبغ في منطقة البترون وعددهم اصبح خجولا. سلموا محاصيلهم بإشراف خبير الشراء داوود ناصيف داوود ممثلا ادارة الريجي والذي لفت ″الى تراجع زراعة التبغ وعدد المزارعين عاما بعد عام مؤكدا أن الادارة تشتري المحاصيل بأسعار تشجيعية دعما للمزارعين.″

الا ان  المزارعين غير راضين عن واقع الزراعة وعن الاسعار واعربوا عن استيائهم من الاسعار التي حددتها الادارة واعتبروا أن الأسعار ليست بالشكل الذي يؤمن الارباح اللائقة للمزارع ويشجعه على تعزيز وزيادة المساحات التي يزرعها.

12الف و200 ليرة و12 الف و300 ليرة سعر الكيلو الواحد ما يعتبره المزارعون انه سعر مجحف بحقهم وبحق زراعة التبغ. ويقول جورج انطوان: ″دائما اسعارنا متدنية عن اسعار التبغ في الجنوب حيث يعطى المزارع 13 الف و500 ليرة للكيلو علما ان انتاجنا جيد ونوعيته مميزة.″ ولفت الى اننا ″ما زلنا نزرع كي لا نخسر الترخيص والمساحة المسموحة. انا ازرع 5000 مترا مربعا وإذا لا أزرعها أخسر الإذن وسنبقى صامدين لاسيما وأننا موعودين بالحصول على تعويضات لمزارعي التبغ وننتظر ذلك.″

بدوره ميلاد بشاره ينتقد الاسعار ويقول: ″كنا موعودين باسعار أفضل عن العام الماضي فجاءت هي نفسها. أنا أزرع 6000 مترا مربعا ومحصولي 600 كيلو وربحي 2000 ليرة بالكيلو الواحد مع 12 ألف ليرة من الادارة خلافا للاسعار المعطاة في طرابلس والجنوب.″

أما المزارع زهير الزعتري من شكا فهو الوحيد الذي يزرع التنباك في منطقة البترون فقال: ″لا حول ولا قوة لنا، الا أن نزرع أرضنا ونسكت لأننا لا نستطيع أن نحارب الدولة. الربح غير موجود والاسعار متدنية واليد العاملة مكلفة وايجار الاراضي مرتفع والادوية باهظة الثمن.″


Post Author: SafirAlChamal