هل ستُفتح ابواب جهنم في لبنان؟… مرسال الترس

بغض النظر عن الاحداث الامنية التي سُجلت الاسبوع الماضي في الجبل أو في غير منطقة لبنانية والتي تركت أكثر من بصمة سلبية على صعيد الوضع العام في لبنان. فقد تداولت وكالات الانباء العالمية نهاية الاسبوع الماضي خبراً من الصين مفاده أن احد الاطباء نجح وبمبادرة فردية في تعديل الحمض النووي لاطفال ولدوا حديثاً بحيث يكونون بعيدين عن الاصابة بامراض محددة.

ففي حين أعلن العالم الصيني خه جيان كوي عن أول طفلين معدلين جينياً في العالم وإنه فخور بعمله، رأت الاوساط العلمية أن ما حدث أثار عاصفة أخلاقية لأنه تطور علمي خطير، وربما يكون مرعباٌ لأنه سيفتح أبواب جهنم في تعديل الجينوم البشري الى المجهول.

لاشك أن الموضوعين الذين ربطنا بينهما لا علاقة لهما ببعض من حيث المضمون، ولكن الشكل قد يكون متشابهاً الى حد بعيد. فالموضوع العلمي المطروح حديثاً قد يفتح ابواب جهنم إذا ما تمادت الابحاث العلمية غير المضبوطة بدون أي رادع أو وازع، وذهبت الى نتائج لا يتقبلها العقل البشري لجهة استنباط انماط بشرية خارج المألوف.

والتطورات المتراكمة والمستجدة في لبنان أمنياً وسياسياً قد تذهب الى فتح أبواب جهنم في لبنان اذا ما انحدرت الامور بفعل ″عالم غير مضبوط″ يستنبط تحركاً سياسياً أو أمنياً خارج التوقعات بحيث ترتفع وتيرتها تدريجياً وتفضي الى مجهول جديد كما حصل عشية انطلاق الحرب في لبنان عام 1975، كما يحذر العديد من المراقبين والمتابعين.

فهل يمكن أن نطمئن وتطمئنون الى أن القضايا السياسية في لبنان على خير ما يرام في حين يلاحظ الجميع ان موقفاً سياسياً من هنا أو هناك قد يجر البلاد الى أزمة لا احد يدرك كيف تنتهي مفاعيلها؟

وهل يمكن أن نطمئن وتطمئنون الى أن الظروف الامنية الاقليمية والدولية المتشنجة منذ سنوات تتيح للبنانيين ان يناموا على حرير أن امنهم مصان سبعة على سبعة، في حين يلمس الجميع ان اي حادث امني او تظاهرة قد تعيد البلد سنوات الى الوراء لأن الثابت ان اللبنانيين لم يتعلموا اطلاقاً من احداث الماضي؟.

الثابت أن الاجواء الاقليمية والدولية الموغلة في التشنج لا يجب أن تطمئن المسؤولين في لبنان الى أن الامور تحت السيطرة، فالتجارب الكثيرة القريبة والبعيدة يجب أن تحفز المسؤولين على وجوب عدم الركون الى التطمينات الخارجية، لأنه لا احد يملك معرفة ماذا يدور في مخيلة المصالح الاقليمية والدولية، ومتى تخرج الأوامر بهز الامن في هذه الدولة او تلك. ولذلك على الجميع دون استثناء وعي الاخطار وعدم المراهنة سوى على وحدتهم وتماسكهم.


Post Author: SafirAlChamal