عكار: مطالبة  الشركة المتعهدة ″هومن″ بايقاف المشروع… نجلة حمود 

يصعب تحديد الفضائح والأخطاء القاتلة التي ترتكب يوميا على طرق عكار العامة، حيث يعمد المتعهدون الى حفر الطرق التي تم تعبيدها مؤخرا بكلفة ملايين الدولارات، فلا يكاد ينعم المواطنون بطرق لائقة، حتى يفاجأون باعادة حفرها مجددا، والأنكى أنه لا يصار الى تحذير المارة من هذه الحفر ما يؤدي الى أضرار كارثية.

وما زاد الأمور سوءا هي الأعمال التي تقوم بها الشركة المتعهدة ″هومن″ التي تعمل على تمديد شبكات المياه والصرف الصحي والتي عاثت خرابا في الطرق وحولت السير الى مهمة شاقة.

على مدار أربعة أشهر والمواطنون يتحملون الحفر المتنقلة وزحمة السير والأوساخ والغبار على أمل أن يبصر المشروع الذي تلتزمه الشركة النور، الا أنه من الواضح أن الأمور تخطت كل الخطوط الحمر وبات من المستحيل السكوت عما يجري من فضائح متتالية وإنتهاكات ترتكبها الشركة المذكورة، أمام أعين المسؤولين من بلديات واتحادات ومحافظ عكار، في حين أن سلطة الرقابة من مجلس الانماء والاعمار ووزارة الطاقة والمياه غائبة كليا عن السمع.

حفر وخنادق في كل مكان، بعد أن أقدمت الشركة المذكورة على فتح أكثر من ورشة في نفس الوقت وعلى الطرق العامة والفرعية في آن واحد، ما ضاعف من حجم الضرر الواقع على المارة والمواطنين الذين يقصدون مركز المحافظة لاتمام معاملاتهم، وأصحاب المؤسسات التجارية الذين ضاقوا ذرعا بما يجري من فوضى باتت تهدد لقمة عيشهم.

العمل يجري من دون أي خطة علمية من شأنها تفادي الضرر فيتم بطريقة عبثية فتح أقنية الصرف الصحي، ولعل ما جرى عند مفترق بلدة منيارة خير دليل على الاستهتار في تنفيذ المشروع، حيث إختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، واللافت أن القساطل الجديدة التي يتم تركيبها من قبل الشركة المذكورة لامداد المنطقة بمياه الشفة قد إمتلأت بمياه المجارير، وذلك بعد أن قام العمال بفتح خطوط الدفع الرئيسة قبل شفط المياه المبتذلة، ما أدى الى إختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشفة التي تغذي منطقة منيارة وضواحيها على الطريق العام. وبالرغم من ارتفاع الصرخة وإعتراض رئيس إتحاد بلديات الشفت رئيس بلدية منيارة أنطون عبود على ما يجري من أعمال الا أن الشركة واصلت العمل وكأن شيئا لم يكن.

ذلك الواقع دفع بأهالي بلدة حلبا والبلدات المجاورة للمطالبة بوقف المشروع فورا، حتى أن الأمور تتجه الى مزيد من التصعيد بعد أن أقدم عدد من المواطنين بابلاغ الشركة بوقف الأعمال والا فانهم لا يتحملون مسؤولية ما سيجري من اعتراض.

ويلفت المواطنون الى أن الشركة قامت بحفر كامل مدينة حلبا من دون أي دراسة وهي تعمل ببطء شديد كما أنها لم تقم باغلاق الحفر، وتقوم بضرب خطوط الهاتف والانترنت ما يؤدي الى المزيد من الضرر.

ويضيف هؤلاء: لم نر استهتارا كما يحصل اليوم في عكار، حيث يتم حفر الطرق وتركها على حالها، وحتى عندما يتم تعبيدها فيتم ذلك من دون أية معايير، والدليل الأعمال التي قامت بها الشركة على طريق عام الكويخات وبلدة التليل، إذ يظهر بوضوح الأخطاء في التمديدات وفي أعمال التعبيد.

تؤكد مصادر مطلعة أن شركة هومن لا تقوم بالالتزام على الاطلاق بدفتر الشروط الموقع مع مجلس الانماء والاعمار، حيث تنجز الأعمال عبر التعاقد مع شركات صغيرة ومتعهدين مبتدئين يقومون بإستئجار آليات غير مطابقة للمواصفات المطلوبة من قبل المجلس.

وتضيف: إن الأمور لم تعد تحتمل، وما يجري في عكار هو أم الفضائح، حيث تغيب تدابير السلامة العامة، ويتم ترك الحفر مفتوحة.

وتتساءل المصادر من يراقب الردم والبحص الذي يتم إستخدامه؟ وهل يتم فحصه في المختبرات اللازمة؟ ومن يراقب عمل الشركة ليلا فهي لا تتحرك أبدا في النهار وتقوم بانجاز الأعمال في الليل من دون أي رقابة، باستثناء وجود العمال الأجانب؟ وكيف يمكن إقفال الحفر عند مفترق بلدة منيارة من دون تنظيف القساطل من المياه المبتذلة؟  ولماذا لا يتم التحرك من قبل المعنيين بالرغم من المطالبات المتكررة من قبل أبناء حلبا وفاعلياتها؟ وهل يحق لها إيلاء العمل لعشرات المتعهدين من دون أن تتولى الرقابة والاشراف؟

في هذا السياق يؤكد النائب أسعد درغام أننا تلقينا عدة شكاوى من قبل المواطنين المتضررين، وقد أعطينا الشركة المتعهدة الوقت الكافي لتنفيذ الأعمال والقيام بالاصلاحات اللازمة، ولكن يبدو أن الأمور معقدة للغاية وأمام ذلك الواقع لا يمكننا السماح بالحاق الضرر بالمواطنين وبمصالحهم، لذلك سنقوم بمساءلة الشركة المذكورة واستيضاح ما يجري عبر متابعة مباشرة من قبل وزارة الطاقة والمياه ومجلس الانماء والاعمار.


Post Author: SafirAlChamal