هل هي بداية شرخ جديد يلوح في حزب الكتائب؟… مرسال الترس

يُجمع معظم المراقبين على أن مغادرة النائب نديم الجميل الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي لحزب الكتائب مطلع هذا الاسبوع لم تكن عابرة، بل لها دلالات قد تكون مؤلمة لتاريخ الحزب المليء بالمطبات ومستقبله المفتوح على المفاجآت.

صحيح ان الشيخ نديم قد آلمه ان الحزب الذي أسسه جده الشيخ بيار الجميل عام 1936 واتُهم دائماً بانه حزب السلطة، قد تحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في انتخابات نقابة الصيادلة هذا العام، وهو الحزب الذي إتُهم احد محازبيه حبيب الشرتوني بوضع المتفجرة في بيت الكتائب في الاشرفية عام 1982 وادّت الى عدم تمكن والده رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل من تسلم مهامه الرئاسية.

فهل ما حصل في الحزب هو بداية شرخ جديد عنوانه الصراع بين ابناء العمومة، أم أنه ردة فعل عابرة من الشيخ نديم الذي منذ أن اشتد عوده في المجال السياسي وهو يتطلع الى رئاسة الحزب أو رئاسة القوات اللبنانية؟.

المتابعون لتسلسل الاحداث والتطورات في حزب الكتائب لاحظوا الآتي:

ـ منذ أن ترأس الشيخ نديم ″مؤسسة بشير الجميل″ في العام 2003 وهو في الحادية والعشرين من عمره، بدأ يتطلع الى وراثة والده في رئاسة ″القوات اللبنانية″ التي انطلقت عام 1976. ولكن سمير جعجع الذي كان يرأس الهيئة التنفيذية للقوات منذ العام 1986، وعندما خرج من السجن عام 2005 بعفو من المجلس النيابي، كان يعد خارطة طريق لتحويل التنظيم الميليشاوي الى حزب يترأسه، وهو ما حصل لاحقاً ونجح في قطع الطريق على كل من يفكر بتزعم القوات اللبنانية سواه.

ـ عندما حسم جعجع رئاسته لحزب القوات تذكر النائب نديم الجميل انه من الافضل له العودة الى الجذور والالتحاق بالحزب الذي أسسه جده والذي انطلقت القوات اللبنانية منه. الامر الذي لم ينزل برداً وسلاماً على صدر ابن عمه النائب سامي الجميل الذي كان يُعد نفسه لتسلم رئاسة الحزب وبدأ صراع خفي بينهما استطاع خلاله سامي من كسب السباق لانه كان يؤسس داخل الحزب لذلك عبر مصلحة الشباب في الحركة الإصلاحية الكتائبية و″حركة لبناننا″ ومن ثم قيادة مجلس الشباب والطلاب في الحزب بوجود والده الشيخ امين رئيس الجمهورية السابق في رئاسته.

ـ منذ أن خطا الشيخ نديم أولى خطواته على درج مجلس النواب اللبناني بعد انتخابات العام 2009 وبعد ان حفظت له والدته صولانج المقعد وافسحت له الطريق، رأى ان الافضل له هو أن يكوّن شخصية متميزة، حيث لوحظ أن تحركه غالباً ما يكون مستقلاً عن الآلية الحزبية، ففي كثير من المحطات سجل خطوات فردية ولعل آخرها ذهابه منذ أشهر الى دارة آل فرنجيه في اهدن ووضعه اكليلاً من الزهر على قبر الراحل روبير فرنجيه.

ومهما سيكون حجم الخطوة التي قام بها النائب نديم الجميل استنكاراً لموقف الحزب الذي ينتمي اليه فان تداعياتها ستكون اعمق، وفق ما يرى العديد من المراقبين الذين يلاحظون أن مؤشر التنافس داخل الحزب يتجه الى تصاعد وليس الى انحدار، والمؤشرات توحي بقلوب ملآنة.


Post Author: SafirAlChamal