موسم الخسارة.. حمضيات البترون ضحية العطش والأدوية… لميا شديد

لم يتمكن سبيرو المر من إنقاذ موسمه من الحمضيات التي فتكت بها ″العقصة″ وقضى عليها شح المياه ما جعله يرزح تحت عبء خسارة كبيرة.

تشكل زراعة الحمضيات ركيزة اساسية في القطاع الزراعي على ساحل البترون ويعتمد عليها عدد كبير من ابناء البلدات الساحلية حيث ان التربة ملائمة لهذه الزراعة التي نشطت بعد مشروع جر مياه نهر الجوز فامتدت بساتين الحمضيات على مساحات واسعة عند مصب النهر. ولطالما عرف عن ليمون البترون انه الاشهى والاطيب بين حمضيات المناطق الساحلية الاخرى التي تحتضن هذه الزراعة.

أما هذا العام فاختلفت حسابات البيدر عن حسابات الحقل ونعى معظم مزارعي الحمضيات موسمهم الذي سقط بمعظمه على الارض مسجلا تراجعا كبيرا في الانتاج وفي الاسعار وفي النوعية. وقد يكون شح المياه هو أكثر ما فاجأ المزارعين وألحق الضرر بهم وبإنتاجهم وقد تعودوا على تأمين المياه لبساتينهم وريها كل 20 أو 25 يوما لأن الانتاج يفضل ذلك لكي يثمر بشكل جيد أما الموسم الحالي فلم ينعم بالمياه الا كل 60 يوما ما أدى الى تساقط الثمر على الأرض.

الضربة القاضية

يقول المر الذي يعتبر من المزارعين الكبار وينتج بين الـ7 و10 آلاف صندوق في الموسم : للأسف هذا العام جاءت الضربة القاضية على موسم الحمضيات نتيجة العطش بسبب شح المياه بحيث لم نتمكن من ري الشجر الا كل 60 يوما بالاضافة الى نوعية الأدوية الخاصة بـالعقصة والموجودة في الاسواق بنوعية سيئة جدا من دون فعالية حيث تراجعت نتائج الرش الى 60 %  وتزامنت العوامل بين العطش والعقصة وسوء نوعية الأدوية لتقضي على المواسم وتتسبب بخسائر كبيرة في الانتاج. ويلفت الى أن العطش يؤثر على الثمرة بحيث أن الشجرة تعطش والثمرة لا تأخذ حاجتها بشكل تدريجي فيسقط قسم كبير ومن ثم يؤدي ضخ المياه بقوة الى سقوط كميات إضافية. أما الخسارة الكبيرة التي تكبدتها فكانت في موسم الليمون الرجعي وشخصيا خرب بيتي فأنا من المزارعين الذي ينتجون حوالى 1500 صندوق ليمون رجعي وهذا النوع من الانتاج يعني أن أتخلى عن موسم الليمون البكر لصالح انتاج الرجعي وهذا العام لم أتمكن من قطف أكثر من 50 صندوقا بعد أن كنت أقطف 1500 ما قيمته حوالى 60 مليون ليرة. وهكذا أصبحت لا من هنا ولا من هناك، لا بالليمون البكر ولا بالليمون الرجعي. أضف الى أن الاسعار منذ 3 أو 4 سنوات متدنية جدا ولا يمكننا سد الكلفة من بدل إيجار الأرض ويد عاملة وعناية وأدوية فكلفة القفص هي 15 ألف ليرة  وعلي أن ابيعه بـ 17 أو 18 ألف على الأقل حتى أجني 3 آلاف ليرة ربحا أما اليوم فالسعر يتراوح بين 10 و12 ألف ليرة وأحيانا أقل من ذلك  ما يعني أنه يمكننا وصف الموسم لهذا العام بموسم الخسارة.

أما المزارع سمير أبي عاد فيقول: تغلبت على كل ما يمكن أن يقضي على انتاجي لهذا العام وواجهت المرض والعطش، وتمكنت من إنقاذ الانتاج في اللحظة الأخيرة قبل أن يبدأ الثمر بالسقوط على الارض وكنت قد كثفت عمليات رش الأدوية وبما أنني لا ابيع انتاجي في الاسواق فأنا قادر على التحكم بالأسعار من دون أن اسمح للتجار بذلك.

من جهته المزارع رئيف الياس نعى موسمه لهذا العام وأطلق صرخة مدوية الى كل المسؤولين المعنيين لكي ينظروا الينا فيدعموا هذه الزراعة ويؤمنوا لها كل مستلزمات الانتاج الجيد دعما للمزارعين خصوصا الذين يعتمدون على هذه الزراعة كمصدر اساسي لمعيشتهم. لا يجوز أن تكون قلة مياه الري سببا في القضاء على موسم بأمه وأبيه ونحن على ضفاف نهر الجوز ويكفينا أن الأمراض مثل عقصة الليمون تجتاح الثمر. ويناشد الياس المسؤولين اتخاذ الاجراءات اللازمة لتعزيز زراعة الحمضيات بدلا من السماح باحتضارها.


Post Author: SafirAlChamal