حركة تذليل العقبات من دون بركة.. ولا حكومة في الأفق… غسان ريفي

لا حلول قريبة في الأفق، والحكومة ما تزال مؤجلة الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وبالرغم من الحركة السياسية التي تشهدها الساحة اللبنانية تحت عنوان ″تذليل العقبات أمام الولادة المنتظرة″، إلا أنها تبقى من دون بركة في ظل تشبث كل من الأطراف بموقفه، وغياب أية تسوية من شأنها أن تضع حدا للفراغ الحكومي، وأن تواجه التهديدات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية على حد سواء.

الكل يتخبط، فيما البلد في دوامة الشروط والشروط المضادة، وتحت تأثير معركة السقوف المرتفعة التي تجعل أي تراجع أو القبول بتسوية بمثابة إنكسار لا يمكن لأي فريق أن يتحمل تداعياته أمام شارعه أو جمهوره، أما المخارج المطروحة أو تلك التي يتم تسويقها، فما تزال في إطار الفرضيات وهي بمجملها غير قابلة للتحقيق أقله حتى الآن، لا على صعيد زيادة عدد وزراء الحكومة الى 32، أو تغيير لصيغة التبادل من رئيس الجمهورية باعطائه وزيرا شيعيا الى رئيس مجلس النواب باحتساب وزير سني من حصته، أو غير ذلك من الاجتهادات التي لا تسمن ولا تغني من تأليف.

يدرك الجميع أن الوزير جبران باسيل فشل في مهمته، كونه منذ البداية عمل على إخراج رئيس الجمهورية من معادلة التضحية بمقعده السني لصالح اللقاء التشاوري، في حين ترى كل الأطراف أن الحل من المفترض أن ينطلق من قصر بعبدا، وأن أي مهمة لا يكون لرئيس الجمهورية دورا أساسيا فيها لا يمكن أن يكتب لها النجاح.

يمكن القول إن ما يحصل اليوم هو عبارة عن كتلة من التناقضات السياسية، حيث باتت مهمة باسيل تقتصرعلى كيفية إقناع الرئيس سعد الحريري باستقبال النواب السنة للتشاور معهم، بينما النواب السنة يصرون على توزير أحدهم من حصة رئيس الجمهورية لكي لا يكون هناك لفريق جبران باسيل 11 وزيرا أي ما يعادل الثلث المعطل، بينما حزب الله لا يمانع من حصول باسيل وفريقه على الثلث المعطل، ما يعني أن ثمة خلافا في وجهات النظر حول هذه المسألة بين الحزب وحلفائه النواب السنة.

وفي الوقت نفسه يرفع حزب الله السقف في وجه الحريري الذي يزداد تشبثا بموقفه لجهة عدم الاعتراف بالنواب السنة ورفض إستقبالهم، بينما يتمسك الحزب بالحريري كرئيس للحكومة المقبلة إنطلاقا من كونه ضرورة للمرحلة، ويشير مطلعون الى أن ثمة عين حمراء من الحزب باتجاه رئيس الجمهورية الذي يبدو أنه نأى بنفسه عن إعطاء أي وزير من حصته، وتخلى عن دعم الرئيس المكلف، تاركا لجبران باسيل مهمة الاجتهاد والتحرك الاعلامي في وجه خصومه المسيحيين، وهو إن أصاب في إجتهاده له أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد ما يعني أن ما يقوم به باسيل يتخطى تشكيل الحكومة الى إثبات حضور رئيس تيار لبنان القوي على الساحة المسيحية والوطنية كأحد المراجع التي تمتلك الحل والعقد على أن يبقى هذا الدور متأرجحا فإما أن يتنامى أو أن يتراجع وذلك وفقا للظروف والمعطيات السياسية.

في ظل إنسداد الأفق الحكومي، والضغوطات التي تمارس على الرئيس الحريري سياسيا من قوى 8 آذار، ولفظيا من الوزير السابق وئام وهاب، شكل الشارع تنفيسة لأنصار تيار المستقبل بهدف شدّ أزر الحريري ودعم مواقفه وتثبيتها، والاحتجاج على ما يتعرض له، لكن إجتماع مجلس الدفاع الأعلى يوم أمس في قصر بعبدا أعطى إشارات في أكثر من إتجاه، بأن الوضع الأمني يحتاج الى تحصين، وأن ما يحصل في الشارع ليس من مصلحة أحد، خصوصا أن أي دعسة ناقصة في ظل هذه الظروف السياسية الدقيقة من شأنها أن تشعل البلاد.


Post Author: SafirAlChamal