في الاعلام الجديد.. سادية مقنعة… نسيم ضناوي

من أهم مساوئ وسلبيات الاعلام الجديد او ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي هو هذا الكم الهائل وغير المحدود من الدخلاء على مهنة الاعلام والصحافة..

كنا نعالج مشكلة السبق الصحفي ونشر الصور والفيديوهات بميثاق شرف إعلامي هنا أو بإتفاقية نشر من هناك.

اليوم ومع سهولة النشر وسهولة التصوير والفيديو وارسالها، لا بد من صرخة ضمير ووقفة أخلاقية في وجه أولئك المرضى الساديون الذين يختبئون وراء العدسة والهاتف، لا لهدف إعلامي نبيل أو توعية، ليس إلا لحصد اللايكات ورؤية أهالي ومحبي الضحايا أو المصابين، يتألمون يبكون ينهارون عند رؤية ما نشره هؤلاء الساديون المقنعون. فليعطيني هؤلاء المرضى سببا واحدا لينشروا مثلا صورة اخراج جثة بعد حادث أليم غير أن يعذب أهل هذه الضحية، أو ابراز فيديو لصاحب احتياج خاص ليضحكوا الناس ويتمتعوا بقهر وحرق ما تبقى من إنسانيتهم عن سابق تصور وتصميم.

هذا الهاتف الذي بين يديك والصورة او مقطع الفيديو الذي ترسله هو مسؤولية أمام الله وأمام ضميرك. لا بد عند ضغطك على زر الارسال، أن تضع كل قيمك وأخلاقك وتربيتك الوطنية وقواعدك الدينية أمام عينيك لترى هل ما تنشره يتوافق معها أو هو مخالف لها؟ ضع نفسك مكان أهل الضحية ومحبيها، ومكان أصحاب الاحتياج الخاص والمصابون بأي مرض، هل تتحمل ما تقوم بنشره وتتناقله؟

ولا بد من التذكير بأنه في لبنان هناك ميثاق شرف للنشر الالكتروني وقعت عليه أغلب المواقع الالكترونية اللبنانية ينص في مادتيه 7 و 8: الحرص على رفض التمييز العنصري، والامتناع عن التعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للطعن بكرامة الناس. والامتناع عن نشر الصور ومقاطع الفيديو التي تسيء إلى حرمة وكرامة الضحايا.

فتوقفوا عن ساديتكم المقنعة أيها الطارؤن على الاعلام والدخلاء على الصحافة والمسيؤن للمهنة.


Post Author: SafirAlChamal