هل سيتعظون من فتوى بري؟… مرسال الترس

كثيرة جداً هي التمنيات التي أُطلقت على هامش ″اليوبيل الماسي″ لاستقلال لبنان، وقليلة جداً هي النتائج الايجابية التي لمسها اللبنانيون خلال العقود السبعة والنصف الماضية من استقلالهم الحافل برائحة الدم والبارود خلال حقبات لم يكن عمرها الزمني محدوداً، ومن الآداء الذي قدمه السياسيون في العقود الثلاثة الاخيرة والتي كانت وطأته قاسية جداً عليهم.

فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما تحدث في رسالة الاستقلال ″الماسي″ عن سأم اللبنانيين، وضع أصبعه على جراح جميع المواطنين حين قال: ″دعوتي اليوم لكل المسؤولين والأحزاب والتيارات والمذاهب، أن ننبذ خلافاتنا، ونضع مصالحنا الشخصية جانباً، ونبرز حسَّ المسؤولية تجاه من أوكلنا مصيره، وشؤون حياته، وكرامة وجوده، وخير عائلته. تجاه الشعب اللبناني الذي سئم الوعود، ويكاد ييأس من تناتش المصالح، وملَّ عدم اكتراث اصحاب القرار بمخاوفه، وبطالته، وحقوقه، وأحلامه المكسورة″.

أما الرئيس المكلف سعد الحريري وباعتباره المسؤول الأول في السلطة التنفيذية والغاطس منذ سبعة أشهر ونيف في هموم تشكيل حكومته الثانية في هذا العهد، فلم يُسجل له أي تغريدة مباشرة عن الاستقلال تحديداً، وما يمكن أن يعد به اللبنانيين أو يتمناه لهم بهذه المناسبة. في حين أن ما تضمنته خطاباته ومواقفه السابقة فحدّث ولا حرج وباتت مضرب مثل، وأقرب الى الوعود العرقوبية في حل المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون والتي لا تعد ولا تحصى ابتداء بالفساد وصولا الى النفايات وما بينهما.

اضف الى ذلك مواقف وتصريحات وتمنيات الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والدينية والاقتصادية والمالية والعمالية وسواها التي تغدق على اللبنانيين وعود انتظار المن والسلوى منذ خمس وسبعين سنة، والتي لم يحصلوا خلالها سوى على الفتات المتساقط عن مائدة من بيدهم الأمر.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري المتهم دائماً بابتداع الافكار الخلاّقة اثناء الازمات والمميز بقدرته على إخراج أرانب الحلول من أكمامه، فقد ذهبت تصريحاته على هامش اليوبيل الماسي للاستقلال الى القول: أفضل شيء في رأيي أن نسترجع أفلام شارلي شابلن الصامتة، لأنه في هذه الايام يبدو انّ الصمت هو سيّد الكلام.

فهل سيأخذ من بيدهم الحل والربط بمضمون الفتوى التي أطلقها الرئيس بري على محمل الجد، ويضعوا الكلام المنمّق جانباً، ويدرسوا كافة احتمالات الحلول ليخرجوا بها الى الرأي العام؟ أم ان طبعهم قد غلب التطبع وسيستمرون في إطلاق المواقف الى ما شاء الله بدون الأخذ بما يجري حول هذا الوطن المغلوب على أمره من تحولات وتبدلات اقليمية، وما يمكن أن ترسو عليه الصراعات الدولية، وما يمكن أن ينتظر هذا الوطن ومن يعيشون على ترابه!.   


Post Author: SafirAlChamal