إقتراح تغيير إسم ″ساحة القدس″ في طرابلس.. من المفتي الى البلدية

خاص ـ سفير الشمال

ما تزال مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل غضبا على ما تم تسريبه حول إقتراح تبديل إسم ساحة ″القدس″ عند مدخل طرابلس الجنوبي لجهة مستشفى السلام، باسم بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي لمناسبة زيارته طرابلس قبل عيد الميلاد المجيد، بناء على إقتراح قنصل ألبانيا الفخري مارك غريّب.

بالرغم من التوضيحات التي صدرت عن رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، فإن الناشطين على مواقع التواصل ما زالوا يتداولون بهذه القضية، معتبرين أن طرح هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات غير بريء ومن شأنه أن يؤدي الى فتنة، حيث في حال رفضت طرابلس هذا الأمر فسيصار الى إتهامها بالتطرف وبرفض التعايش، أما في حال قبلت فيه، فإنها بذلك تتخلى عن تاريخها النضالي وعن دعمها للقضية الفلسطينية ويعني أيضا دخولها في عصر التطبيع بازالة إسم ″القدس″ عن إحدى ساحاتها الرئيسية، محملين من فتح المجال وشجع هذا الأمر المسؤولية الكاملة.

في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مقربة من البطريرك اليازجي أنه ليس على علم لا من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر، يشير ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى أن الاقتراح جاء بفعل مبادرة شخصية من قنصل ألبانيا الفخري مارك غريب تكريما للبطريرك اليازجي في زيارته الأولى لعاصمة الشمال، وأنه (بحسب هؤلاء) عرض الأمر بداية على مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الذي أبدى موافقته على الفكرة وشجعه على المضي بها، وعرضها على محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا” الذي قام بتحويل الطلب الى بلدية طرابلس لاجراء المقتضى.

وما أثار إستغراب الناشطين وحفيظتهم وتساؤلاتهم هو: كيف يوافق الشعار على أمر من هذا النوع ويشجع عليه؟.. ألا يعلم مفتي طرابلس أن لهذه الساحة إسم هي القدس، وأنه أطلق عليها في عهد رئيس البلدية الراحل العميد سمير شعراني بحضور الراحلين المفتي طه الصابونجي والمطران إلياس قربان؟.

يتداول ناشطون أن الشعار طلب من القنصل غريب إجراء إتصال ببعض المشايخ لأخذ موافقتهم على تسمية الساحة، خصوصا أن الجميع يعلم أن عددا من المشايخ كانوا إقترحوا في وقت سابق أن يوضع مجسما تذكاريا لتفجيري مسجدي التقوى والسلام عند مدخل طرابلس، وكان من بين الاقتراحات ساحة القدس، لكن جرى العدول عن هذه الفكرة إحتراما لاسم القدس.

وبناء على الاتصال الذي أجراه غريب، تداعى المشايخ الى إجتماع للبحث في الأمر الذي يعتبر سابقة لم تشهد طرابلس مثيلا لها، وقد خرج المشايخ بتوصية تؤكد أنهم ليسوا الجهة المعنية بهذا الأمر، بل إن الجهة المعنية هي البلدية وحدها، مع التأكيد بأن للساحة إسم هي القدس، المدينة التي لها رمزية كبيرة في وجدان أبناء طرابلس.

من جهته يقطع رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين الشك باليقين، فيؤكد أنه أبلغ القنصل غريب أن للساحة إسم هو القدس، وأن أي تسمية لأي ساحة أو شارع في المدينة تحتاج الى وقت ومن ثم الى موافقة المجلس البلدي.

ويشدد قمر الدين على أن الساحة سيبقى إسمها القدس، وهي المدينة التي نعتز ونفخر بها.

Post Author: SafirAlChamal