بفرحة كبيرة تلقت بلدة منيارة خبر تعيين ابنتها لودي فيليب عبود، قاضية في المحكمة العليا في اميركا. الخبر ليس مستغربا بالنسبة للبلدة التي تميزت بتبؤء أبنائها مناصب مهمة في بلاد الاغتراب وتحقيق انجازات لافتة. كذلك الأمر بالنسبة لعائلة لودي التي عرفت باهتمامها بالعلم والمعرفة.
الهجرة بدأت حين قرر الجد زاكي عبود مغادرة لبنان الى جزيرة هايتي حيث عمل في التجارة، فتعلم أولاده في مدرسة الطليان الداخلية، وما لبث أن غادر والد لودي الى هايتي حيث عمل مع والده في التجارة ولكنه عاد وتزوج من ماري فرح وأنجب كل من بولا، لودي ومارك. درست لودي المحاماة في ميامي وعملت لصالح الدولة في فلوريدا لتكون بذلك أول امرأة من هايتي تعمل محامية في فلوريدا، كما تميزت بعملها الحقوقي لصالح الجمعيات التي تهتم بالنساء لتشجيعهم على البقاء في اميركا. وعينت قبل أيام قاضية في المحكمة العليا في اميركا.
لم تنقطع لودي إبنة الـ38 عاما عن زيارة بلدتها منيارة، فهي تتردد باستمرار مع والدتها وشقيقتها الى منزل العائلة، كما أن والدها والذي يعد من أكبر الملاكين في منيارة توفي في بلدته منذ أربع سنوات. وهم على الرغم من عملهم في الخارج الا أنهم على تواصل دائم مع العائلة في لبنان.
الفرحة كبيرة يؤكد رئيس بلدية منيارة أنطون عبود، لافتا الى أن مرة جديدة يستأثر الاغتراب اللبناني بموقع في ساحة المناصب العليا، واحتفاء بذلك، رفعت بلدية منيارة فوق العديد من ساحات وشوارع البلدة وعند مدخلها الرئيسي، لافتات حملت عبارات التهنئة لعبود. مؤكدا أننا سننظم تكريما لها وللشاب فريد بستاني الذي تميز في استراليا باختراع مهم في الكهرباء.
وشدد على أننا فخورون بأبنائنا ولكننا نحزن لأن هذه الطاقات لا تجد من يقدرها في لبنان، فلو كان لدينا دولة تحترم نفسها لاستوعبت هذه الطاقات واستفادت من خبراتهم، ولكن للأسف نحن نفقد كل شيء لديه قيمة في هذا البلد.
