لوحة باسيل .. هل هي رسالة مضمونة أم موجهة؟… مرسال الترس

توقف المراقبون باهتمام عند ″الدعسة الناقصة″ التي خطاها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لدى إعلانه نهاية الاسبوع الماضي من المعلم الأثري في منطقة نهر الكلب وسط قضاء كسروان، عن وجوب رفع لوحة او معلَم يؤرخ لخروج الجيش السوري من لبنان في 26/5/2005 ، على تلك الهضبة كما هو حاصل بالنسبة للجيوش التي احتلت لبنان أو مرت على أرضه، الى جانب لوحة الاستقلال.

اللافت لدى المتابعين أن هذه الدعوة أتت بعد نحو سنة على تصريح أثار جدلاً ″لمعالي الوزير″ نفسه في شهر كانون الاول عام 2017، حيث رأى أنه من حق اسرائيل (الدولة العدوة وفق قرارات الجامعة العربية والتي لم يتم استبدالها أو تعديلها بعد) أن تكون موجودة وأن تعيش بأمان!.. حيث قال في حوار مع قناة ″الميادين″، رداً على سؤال عما إذا كان يرى أن التطبيع مع إسرائيل أصبح أمرا واقعا: ″بالنسبة لنا، القضية ليست أيديولوجية، نحن لا نرفض أن تكون إسرائيل موجودة أو حقها في أن يكون لديها أمان، نحن نقول إننا نريد أن تعيش كل الشعوب بأمان ومعترفة ببعضها البعض وبالآخر، القضية ليست قضية عمياء، نحن شعب نريد الآخر، وعلى اختلافنا معه″. وفي وقت لاحق وبعد إثارة عاصفة من ردود الفعل على الموقف أعلن باسيل أن ما نُقل عنه محرَف.

والسؤال المطروح لدى المراقبين هو: هل يعقل لشخصية سياسية تطرح نفسها كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية في لبنان أن تخوض مثل هذه المغامرة غير المحسوبة النتائج، الاّ اذا كان طارح الفكرة يقصد من خلالها توجيه رسالة مضمونة الى جهة محلية أو اقليمية او دولية محددة لقطف ثمار يانعة في وقت لاحق.

بعض المتابعين فسروا هذا الموقف اللافت في المضمون والتوقيت، بانه قد يهدف الى ثلاثة خلاصات:

الاولى أنه يقدم عروضاً الى جهات اقليمية عربية يهمها توجيه السهام الى سوريا، وهي أي تلك الجهات ستكون لها كلمة مؤثرة في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

الخلاصة الثانية هي أنه أبرق باتجاه العاصمة السورية الى ان لديه خيارات متعددة ومن المناسب تسهيل خطواته لتحقيق ما يصبو اليه.

أما الخلاصة الثالثة فهي أن ما حصل هو رسالة مضمونة الى حزب الله الحليف المفترض للتيار الوطني الحر الذي يرأسه، بعدما صدم موقف الحزب المتعلق بتوزير احد النواب السنة المستقلين الستة التيار البرتقالي الذي يبدو أنه حريص جداً على تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل إيصال حكومته العتيدة الى أن تبصر النور في أقرب فرصة نظراً لما لذلك من ايجابيات لصالح الرئيس المكلف والعهد..


Post Author: SafirAlChamal