مئات من الصحافيين والاعلاميين ورؤساء تحرير الصحف ومديري الاذاعات ومحطات التلفزة، وكبار المفكرين والشخصيات الأكادييمة من أكثر من 60 بلدا في العالم كانت وجهتهم يوم أمس فلسطين، فخاطبوا العالم باسمها وعبرها، مؤكدين أنها ستبقى أبية حرة عزيزة كريمة، وسيبقى شعبها متوقدا بالمقاومة والكرامة والتمسك بالأرض وحق العودة، وذلك في إنطلاق مؤتمر منتدى فلسطين الدولي للاعلام والاتصال ″تواصل 3″ الذي إستضافته مدينة إسطنبول التركية في فندق ″بولمان″ تحت شعار ″فلسطين تخاطب العالم″..
المؤتمر جاء على مستوى المناسبة والعنوان، فكان على طراز عالمي، من حيث دقة التنظيم والحضور والتفاعل والتجهيزات والمؤثرات الصوتية والأفلام التي جرى بثها، والأعمال الفنية الرائعة شعرا ورسما والتي حاكت وجع الفلسطينيين ومآسيهم مع الاحتلال الغاشم ونضالهم ومقاومتهم.
عقدت الجلسة الافتتاحية بحضور حشد كبير ضاقت به القاعة المخصصة لها على رحابتها، وإستهلها الأمين العام للمنتدى هاشم قاسم الذي أمل أن ″نقوم كأفراد ومؤسسات بواجبنا الإنساني والأخلاقي والمهني، تجاه الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت آخر احتلال عنصري في العصر الحديث″. وقال: ″لا يزال الصحفي والإعلامي الفلسطيني يتعرض وبشكل مستمر لكل أشكال الممارسات العدوانية على يد قوات الاحتلال الصهيوني من قتل واعتقال″.
وأوضح قاسم أنه ″لا يزال نحو 20 صحفيا فلسطينيا رهن الاعتقال، فضلاً عن الشهداء الذين سقطوا في سبيل إيصال صوت فلسطين وشعبها إلى العالم″. معتبرا أن ″الإعلام الصادق والحر والصحفي الإنسان هو الثروة الحقيقية للأوطان″.
وأضاف قاسم: ″لقد كان من المفترض أن يشاركنا هذا المؤتمر الزميل الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله، ولكنه وكما تابعنا جميعاً تعرض لعملية قتل جبانة بشعة حيث افتقدنا واحدا من أبرز الصحفيين العرب، وأحد أهم المدافعين عن شعب فلسطين وقضيته، فله منا خالص الدعاء بالرحمة ولأهله الصبر والسلوان، كلنا أمل أن يلقى المجرمون الذين قاموا بهذه الجريمة الجزاء العادل″.
ثم قدم رئيس اللجنة الوطنية في صحيفة DNA الهندية سيد إفتخار جيلاني مداخلة أشار فيها الى أنه زار مدنا فلسطينية كثيرة، وأن فلسطين نشأت وترعرت في أنفسنا، مؤكدا أن فلسطين هي القضية الأولى وهي قضية عالمية للمعاناة وليس هناك أي دولة تستطيع تقرير مصير فلسطين دون الاستماع للفلسطينيين أنفسهم، مشددا على ضرورة رفع التوعية تجاه حقيقة المعاناة الفلسطينية تحت الإحتلال
ثم تحدثت نائب رئيس البرلمان الأوروبي سابقا لويزا مورجانتيني فأشارت إلى الحصار الجوي البري و البحري المفروض على فلسطين، والى القتل الوحشي بسبب مطالبة الشعب الأعزل بأبسط حقوقه في العيش والحرية. وأكدت أنها تضيف صوتها الى صوت الحق في فضح جرائم إسرائيل والعمل على إعلان الحقيقة من خلال الأعمال الدرامية والفنية والفيلم السينمائي، وأشادت بالبطل الفلسطيني واصفة إياه بالمعجزة في تحديه للنظام الصهيوني ومقاومته، ودعت إلى العمل المشترك للوقوف مع الشعب الفلسطيني، وختمت بعبارة ″فلسطين حرة وستبقى″..
ثم تحدث نائب رئيس التحرير في وكالة أنباء غانا فرانسيس أميبور فإعتبر أن ″المؤتمر جاء في وقته، وأن القضية الفلسطينية كثير منا لا يعرف محاورها، وفي قلبها هناك الأمن وحق العودة والمستوطنات الاسرائيلية، ونحن الاعلاميين لدينا القوة أن نمد جسور السلام، وأناشد الجميع أن يشتري السلام بجريرة الحرب″.
وقال نقيب الصحفيين السودانيين، الصادق الرزيقي: ″إن الإعلام العربي الحر يجب أن يكون سنداً لقضية فلسطين، داعيا “المنتدى للتواصل مع النقابة لتتحد رؤانا ونسير معاً نحو هذه المقاصد الكبيرة لجهة دعم القضية الفلسطينية في القارة الإفريقية″.
بعد ذلك توالت جلسات المؤتمر وورش العمل، على أن تستكمل اليوم حيث يختتم المؤتمر أعماله مساء.
