هل فُتح باب″الأبوات″ من جديد؟… مرسال الترس

عبّر اللبنانيون عن ارتياح تام عندما أُطلق شعار ″بي الكل″ على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي حمل لواء الاصلاح والتغيير منذ سنوات، لأنهم كانوا يعانون منذ بضعة عقود الأمرّين ممن كانوا يحملون تسميات مختلفة من ″الأبوات″ قبل الحرب اللعينة وخلالها ويمارسون أبشع أنواع التظلمات..

فاذا تناسينا تسميات ″ابو العبد البيروتي″ و″ابوصطيف″ وغيرهما من الذين كانوا يترجمون سطوتهم قديماً على الاحياء والشوارع، احيانا بالقوة واحياناً أخرى بالفكاهة. ففي اواخر ستينيات القرن الماضي انطلقت حركة المقاومة الفلسطينية وانطلقت معها التسميات الوهمية لاخفاء حقيقة الشخصيات من ″ابوعمار″ (الرئيس الفلسطيني لاحقاً ياسر عرفات) الى ″أبو جهاد″(جهاد الوزير) وسواهما وصولاً الى ″أبو أياد″ (صلاح خلف) الذي أبى الاّ أن تمر طريق تحرير فلسطين في جونية المدينة التي تمثل العمق الجغرافي للمارونية في لبنان، وكم ترك ذلك من تأثيرات اجتماعية سلبية في المجتمع اللبناني، ناهيك عن التأثيرات العسكرية والامنية.

ولم يكد اللبنانيون يغفلون عن تلك التسميات بعد ترحيل القوات الفلسطينية المسلحة عن لبنان، حتى جاءتهم الصراعات الداخلية المؤلمة التي أنتجت تسميات عشوائية على مستوى أبو الغضب وابو الدم…وصولاً الى أبو الجماجم وغيرها من التعابير التي كانت تهدف الى تخويف أفراد المجتمع الذين لا هم لهم سوى تأمين لقمة عيشهم، بهدف فرض الخوات والأتوات عليهم.

خلال الاسبوع الفائت وبالرغم مما يُعرف عنه برفع راية الاعتدال والحوار أعاد الرئيس المكلف سعد الحريري طرح هذه الاشكالية من منظور مذهبي وطائفي فاطلق على نفسه  تسمية أبو السّنة عندما قال في مؤتمره الصحفي الذي ركز فيه بالرد على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما قال: أنا بيّ السّنة في لبنان. الامر الذي استغربه كثير من المراقبين والمتابعين أن تصدر هذه التسمية عن ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يبدي اهتماماً متوازياً بكل الطوائف!، ولأن ذلك سيفتح بالتأكيد الباب على تسميات في هذا الممر الضيّق، فقد يسمع اللبنانيون غداً وبعده اسماء لثمانية عشر طائفة يتكون منها المجتمع اللبناني قد تبدأ بـ ابو الموارنة وابو الدروز وابو الروم الارثوذكس والكاثوليك… وصولاً الى أبو الاقباط الطائفة المستحدثة في لبنان. الأمر الذي سيراكم من التباعد والفرقة بين من يقطنون هذه الارض، ويتمنون لو يصبحوا جميعاً لبنانيين ليس بحاملي هويتها فقط، وانما من منطلق الحفاظ على هذا الكيان الذي يجب ان يتكرس كملجأ وحيد لكل من يتكنى باسمه.


Post Author: SafirAlChamal