منطقة القرنة السوداء تتحوّل إلى سوداء بكلّ معنى الكلمة حتى في الشتاء

وجه رئيس لجنة التحريج في هيئة الحفاظ على البيئة الدكتور يوسف طوق كتابا مفتوحا يناشد فيه المعنيين الحفاظ على القرنة السوداء وجاء في الكتاب:

المناطق الجبلية والهضاب هي خزانات المياه الجوفية التي يشرب وينتفع منها جميع المواطنين. وهي أيضاً خزانات للحياة البرية والتنوّع البيئي والبيولوجي. 

لذا فإن أمر حمايتها يهمّ الجميع دون استثناء من مواطنين ومؤسسات وبلديات وفعاليات.

حتى وقت قريب بقيت هذه المناطق بعيدة بعض الشيء عن التخريب والتلوث. ولكنها أصبحت اليوم مسرحا للعديد من أنواع التخريب والتلوث مثل الآليات التي تجتاحها صيفاً وشتاءً والصيادين الذين يقضون على كافة الطيور فيها وعدد من رواد هذه المناطق يرمون نفاياتهم في أرضها هذا بالإضافة إلى مشكلة الرّعي الجائر المزمنة.

وأخطر ما يكون هو أن تطوّر التكنولوجيا أدى إلى اختراع آليات تتنقل على الثلوج من الزلاجات النارية وأليات الدفع الرباعي التي أصبح بإمكانها السير على الثلوج واختراقها مهما كانت سماكتها. إن هذا الأمر أدّى إلى إنتشارعشرات أليات الدفع الرباعيّ في المناطق الجبلية في جميع الفصول حتى في فصول الخريف والشتاء والربيع.

وهذا يؤدي إلى مشكلتين بغاية الخطورة:

1- تلوّث الثلوج التي تغذي المياه الجوفية والينابيع

2- الذوبان السريع للثلوج التي بدلاً من أن تذوب ببطء وتغذي شيئاً فشيئاً المياه الجوفية والينابيع, سوف تذوب بسرعة قبل أوانها وبالتالي سوف تذهب إلى البحر ولا يستفيد منها المواطنون إلا بكميات قليلة.

من الجدير ذكره أنه خلال شتاء 2018 اجتاحت بعض هذه الآليات بركة المياه التي أنشأتها لجنة أصدقاء غابة الأرز لريّ شتول الأرز. فتمزق الغطاء البلاستيكي وفرغت البركة نهائيا من المياه ممّا اضطرّ اللجنة إلى شراء المياه بالصهاريج لريّ غرسات الأرز خلال فصل الصيف لكي لا تموت الأمر الذي كبّد اللجنة مصاريف طائلة كان من الممكن أن تصرف في زراعة الأرز. 

هذا نموذج من الفوضى والتصرّف العشوائيّ غير المسؤول ونموذج لتخلّي المؤسسات والبلديات عن مهامها بحماية البيئة والطبيعة.

لذلك فعلى جميع من له علاقة بحماية المناطق الجبلية أن يسعى إلى تنظيم ومراقبة دخول الآليات والأشخاص إلى هذه المناطق واتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من العبث بثروة طبيعية لا تقدّر بثمن ولا يمكن تعويضها فيما لو انقرضت.

Post Author: SafirAlChamal