أوجه الشبه بين المواقف ″المأثورة″ للرؤساء الثلاثة؟… مرسال الترس

كشفت التطورات المتلاحقة والمتناقضة في عملية تشكيل الحكومة منذ خمسة أشهر ونيّف مدى التوتر الذي تركته على الآداء السياسي للرؤساء الثلاثة ودفعتهم أحياناً الى اعتماد تعابير تعكس مدى التأثير السلبي لتلك التطورات عليهم.

فمن قصر بعبدا نقل زوار عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلميحه قبل نحو شهر الى أن الرئيس المكلف سعد الحريري قد تغير كثيراً عما كان عليه قبل عامين. وكان يشير بذلك الى آخر صيغة عن التشكيلة الحكومية التي رفعها اليه بدون أن تتضمن أياً من الملاحظات التي ابداها على أول صيغة إطلع عليها، غامزاً من الوعود التي اطلقها الرئيس الحريري على هامش المفاوضات التي كانت جارية معه قبيل الانتخابات الرئاسية (والتي قيل لاحقاً أنها تضمنت وعوداً من الطرفين حول دعم العهد والبقاء في رئاسة الحكومة)!

ومن عين التينة أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري عبارة لافتة خلال الايام الماضية: تضمنت ألآتي:″ما حدا يلعب معي هاللعبة″ وكان يعلق على اخبار تقول بأن بعض الكتل النيابية ستنسحب من الجلسة التشريعية التي عقدت مطلع الاسبوع لتعطيل النصاب.

اما عن مواقف الرئيس المكلف النائب سعد الحريري من بيت الوسط أو من باريس فحدّث ولا حرج: فهو قد أعلن رفضه تمثيل ستة نواب سنّة مستقلين  ينضوون تحت مسمى ″اللقاء التشاوري″ وقال:″ إن ذلك بمثابة انتحار سياسي لي″، وأردف قائلاً:″يروحوا يفتشوا عن غيري″، أي أنه يطلب من النواب والقوى السياسية التفتيش عن سواه لتشكيل الحكومة وهو بنظره أمر غير قابل للتحقيق، ليصل في مؤتمره الصحافي الأخير للرد على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى القول:″إذا بقي الافرقاء في لبنان على هذا المستوى من التعاطي فسيصل البلد الى الانفراط″!.

واذا كانت هذه هي بعض النماذج من مواقف صدرت عن رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة الذين قد تكون بين أيديهم معطيات مختلفة عما يراه المواطن العادي، وبالتالي فلا عتب كيف سيتصرف باقي السياسيين الذين يخرج بعضهم عن طوره أحياناً ويوجه الاهانات والكلمات الخارجة عن المألوف لمنافسيه أو اخصامه في السياسة. ولكن الأهم أن لا يرتفع منسوب الاحباط لدى اللبنانيين ويصلوا الى حد الكفر بكل ما يحصل بالسياسة!.


Post Author: SafirAlChamal