غزة ومعادلة الحرب المفتوحة.. ما هي إجراءات حزب الله في الجنوب؟… عمر ابراهيم

يُجمع مطلعون على أن ما قامت به اسرائيل مؤخرا لا يمكن وضعه في خانة الخطأ التكتيكي او سوء التقدير وعدم قراءة التداعيات، معتبرين ان قرارا على أعلى مستوى إتخذ بهذه العملية التي فشلت في تحقيق هدفها المعلن، الا اذا كان المقصود تسخين جبهة غزة تمهيدا لتوسيع العمليات العسكرية الى جبهات اخرى.

لا احد كان يتوقع في هذا التوقيت ان تبادر اسرائيل الى افتعال معركة مع حركة حماس في ظل الحديث الذي كان قائما عن وساطات مصرية لحلحلة بعض النقاط العالقة على خط الوصول الى هدنة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني .

فجأة ومن دون سابق إنذار قامت اسرائيل بقلب المعادلات وبنسف كل التوقعات وعمدت عن سابق اصرار وتخطيط الى التوغل داخل الاراضي الفلسطينية وارتكاب مجزرة بحق قادة كتائب القسام الذين ردوا وأعلنوا استعدادهم لخوض مواجهة طويلة الأمد.

في المقابل انشغلت الأوساط السياسية في تقصي الهدف من وراء قيام اسرائيل بهذه الخطوة، وهل انها كانت تسعى الى خطف قياديين من حماس لتحسين شروط التفاوض ام ان الضوء الاخضر اعطي اليها باشعال الجبهة بانتظار الخطوات اللاحقة.

حزب الله بطبيعة الحال لم يستبعد يوما المواجهة مع العدو الصهيوني وهو الذي تلمس في الفترة الاخيرة التطورات التي طرأت بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية وتزويد سوريا بانظمة صواريخ متطورة، ما جعله على يقين بأن اسرائيل قد تتريث في القيام باي عمل عسكري في الوقت الراهن في سوريا، حتى لو رصدت طائراتها صواريخه تتنقل من مدينة سورية الى اخرى.

انطلاقا من ذلك بدا حزب الله يعد العدة لمواجهة محتملة في جنوب لبنان وهو ربما قام بإعادة بعض المجموعات من سوريا الى لبنان بعدما أنهت مهامها القتالية هناك.

وبحسب المطلعين فان حزب الله يعتبر ان اي خطوة اسرائيلية لا يمكن ان تكون من دون التنسيق مع اميركا وهو يعتبر ان هذا التوقيت الذي تواجه فيه ايران عقوبات وضغوطات دولية حرج للغاية، ولا يستبدل فرضية ان تقوم اسرائيل بخطوات عدوانية تجاه الجنوب.

ويختم المطلعون: إن حزب الله اكثر من اي وقت مضى رفع جهوزيته، وهو حاضر لكل الاحتمالات، وباتت خطوطه الأمامية في الجنوب بحالة حرب ريثما تتضح الصورة في غزة ومعرفة ما ستؤول اليه الامور.


Post Author: SafirAlChamal