ليس وداعا.. بل إلى اللقاء… عبد الفتاح خطاب

أكتب بشكل متقطّع منذ الستينات، وبشكل متواصل منذ العام 2003 إلى يومنا هذا، حيث لم أتوقف عن الكتابة مهما كانت الظروف.

يُقارب عدد مقالاتي وأبحاثي المنشورة في الصحف والمجلات والدوريات والمواقع الالكترونية حوالي الألفي مقال وبحث، وقد أصدرتُ خمسة عشر كتاباً تضم مقالات وخواطر سياسية واجتماعية وإنسانية وتراثية ولغوية، وأشرفت على إصدار وتنسيق وإعداد وطباعة أحد عشر كتاباً.

أنا لا أعتاش من كتاباتي في وسائل الإعلام، كما أن كتبي توزّع مجاناً هدايا للمُهتمين.

يُحرّك فكري وقلمي ″وجعُ الناس″ الذي يعتملُ في نفسي، وهو طبيعيٌ وتلقائي، يتآكل في أحشائي، ويتوهج في داخلي، ويقضُّ مضجعي، ويحرُقني كالجمرٍ اللاهبِ المُتّـقد.

جاداً، أو ساخراً، كتبت عن الناس وللناس، مُدركاً أنّ أبناء بلدي يحتاجون إلى أكثرْ من أن أكتبَ عن آرائهم وأحلامهم وعواطفهم، وعن احتياجاتهم ومطالبهم ومظلوميتهم، لأن الاكتفاء بالقولِ في حالتنا الراهنة … هو أضعف الإيمان!

أقف هذه الأيام على مفترق طرق واستحقاق اتخاذ قرار في منتهى الأهميّة وقد يكون مصيرياً (وأنا على أبواب السبعينيّات من العمر)، في خضمّ ظروف شخصية أصادفها (واصطدم بها) لأول مرة في حياتي، تستدعي مني منتهى التركيز وربما الاعتكاف لفترة، ولذا أستميحكم عذراً الانقطاع عنكم إلى حين.

استودعكم الله … الخالق القادر الذي اُحسن الظنّ به، وأعوذ به، وألجأ إليه، وأفوّضه أمري، الرحمن الرحيم الذي رعاني وحفظني وعائلتي طوال مسيرة حياتي، راجياً أن يشملني بعطفه ورأفته رغم تقصيري الفادح تجاهه، وأن يهديني حُسن السبيل وسداد القرار.


Post Author: SafirAlChamal