إستنفار كوراني في مواجهة شركات الاسمنت… فاديا دعبول

حالة استنفار بيئية عامة تعم الكورة، مع تقدم الموضوع البيئي المتعلق بشركات الاسمنت على سائر الامور والقضايا الحياتية في المنطقة، اذ ان هذه الازمة باتت تستحوذ على اهتمام بالغ من نواب الكورة، الحاليين والسابقين، والاحزاب، واتحاد بلديات الكورة والبلديات، والجمعيات والهيئات البيئية والناشطين في هذا الحقل.

هذا الاستنفار يترجم باللقاءات والندوات التي تتواصل على كل الاصعدة بهدف الضغط على شركات الاسمنت للالتزام بالقوانين والانظمة البيئية المرعية الاجراء للحد من التلوث البيئي، والضرر والخطر اللاحق بالاهالي والتشوه المجحف بالطبيعة.

الواقع البيئي المتأزم، حظي باجماع كوراني لمواجهته، ما دفع لعقد اجتماع تنسيقي اولي في مركز اتحاد بلديات الكورة مع نواب الكورة الحاليين والسابقين والبلديات لرسم خارطة طريق ناجعة للمرحلة المقبلة في القضاء، مفتوحة على كل الخيارات.

هناك ثلاثة مسارات اساسية سيتم سلوكها وهي المسار القضائي، المسار الاعلامي والمسار الشعبي والسياسي. وحين يتم تشكيل الحكومة سيتوجه المجتمعون معا لزيارة كل من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، لعرض المشاكل البيئية والمطالبة بحقوق المنطقة.

الحقبة الماضية انتهت من جهة الاعتصامات المتفرقة، واللقاءات والندوات المتقطعة، بعد ان وضعت الازمة على نار حامية. اذ استهل العمل بتحضير الملفات القضائية، والدعوة لمؤتمر صحافي لاعلان الخطوات والتحركات اللاحقة. وفي ذلك لم تعد التسويات مع الشركات واردة، ومسودة الاتفاقية التي سبق ان تم البحث فيها بين وزارة البيئة والشركات واتحاد بلديات الكورة طويت، ولم تعد تلبي طموحات الكورانيين، ولم يعد هناك اقتراحات وحلول تعرض.

لا شك في ان التلوث وصل الى نقطة الصفر وفق متابعين بيئيين. ما يجعل الات قياس التلوث في الكورة تطلق اللون الاحمر وتتوقف عن عملها لبضعة ساعات.

وفي خضم كل ذلك يرى رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم ان ″الحلول جميعها للازمة البيئية الكورانية تتلخص في تطبيق شركات الاسمنت لقانون حماية البيئة، ومرسوم تنظيم المقالع والكسارات وقانون المجلس الاعلى لحماية البيئة.″ مشددا على ان ″جميع التحركات القضائية والاعلامية والشعبية تتوقف لدى تطبيق الشركات للقوانين. بحيث لا يعود هناك من سبب او دافع لها. وبالقانون كل ينال حقوقه.″ مبديا كامل ثقته ″بالقضاء بصونه للحقوق وحمايته لها″.

وركز بو كريم على الاجماع الكوراني في ″حماية البيئة من شر المقالع، والتوجه بخط ثابت نحو النهاية، بلا تهاون ولا تراجع.” مؤكدا ان “هذه المعركة ستنتهي بالنصر، الا وهو ارجاع الحق وتطبيق القانون″.

وقد اكد الباحث والناشط البيئي الدكتور ناجي قديح خلال ندوة اقامها فرع الكورة في الحزب الشيوعي اللبناني، في مركز النجدة الشعبية، على الاخطار السلبية الناجمة عن شركات الاسمنت، والمتابع لها منذ ان كان خبيرا في وزارة البيئة. واصفا الكورة وشكا بالنموذج المشير لغياب التخطيط المدني، وتداخل المناطق السكنية مع الصناعية، مع ما يرتب ذلك من كوارث صحية وبيئية، وصلت لارقام قياسية. محملا مسؤولية المشاكل البيئية في كل لبنان للحكومات والبرلمانات المتعاقبة.


Post Author: SafirAlChamal