متى سيدرك المسؤولون اللبنانيون حجم الكارثة؟… مرسال الترس

بعد عشرات آلاف القتلى، ومئات آلاف الجرحى، وملايين النازحين والمشردين، والدمار الهائل الذي حل بالعديد من المدن والبلدات والقرى في مختلف المحافظات في اليمن (الذي ما كان يُذكر اسمه حتى تضاف اليه كلمة ″السعيد″). منذ بداية الصراع الداخلي بين الفئات السياسية اليمنية، وصولاً الى أقلمة وتدويل هذا الصراع الذي ما كان ليبدأ أصلاً لو لم يكن هناك ضوء أخضر دولي، أو على الأقل غض طرف كما علمتنا التجربة اللبنانية في العام 1975 وما سبقها وتلاها من أحداث، حتى اتحفتنا أمس قناة  CNN الاميركية العالمية بخبر نقلاً عن مسؤولين أميركيين قولهم:″إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب وصل الى إقتناع بأن الشعب الأميركي بات يدرك حجم الكارثة في اليمن″!

″شكراً″ للرئيس الاميركي الخامس والاربعون المثير للجدل أنه إقتنع أخيراً بحجم الكارثة في اليمن، و″شكراً″ للشعب الاميركي أنه بات يدرك ماذا حلّ بهذا البلد العربي الموغل في الحضارة والتاريخ العريق..

وبانتظار ماذا سيستجد في مجريات الكارثة اليمنية.. واذا كان الشيء بالشيء يُذكر وطالما أننا في وطن عربي واحد موحد.. لا بد من التوقف باهتمام عند ما يحدث على الساحة اللبنانية وطرح التساؤلات التالية التي يرسم حولها المتابعون علامات استفهام كبيرة باستمرار:

لماذا يكابر المسؤولون في لبنان ولا يعلنون فشلهم في تيسير أمور العباد عبر الاسراع في تأليف حكومة تأخذ على عاتقها معالجة الازمات بالسرعة التي تتطلبها الاوضاع التي تشتد تأزماً يوماً بعد آخر؟.

ولماذا يماطل هؤلاء المسؤولون في مواجهة الازمات الاقتصادية والمالية في وقت تحذر فيه كل التقارير المحلية والخارجية من وصول لبنان الى حافة الهاوية لا بل تراه متجهاً اليها بقوة؟

ولماذا لا يصارح المسؤولون اللبنانيون مواطنيهم بعجزهم عن محاربة الفساد المستشري والذي يبتلع منذ سنوات كل مقدرات الدولة التي ظلت محافظة، رغم كل ظروف الحرب، على أهم مقومات دعم الاقتصاد، وهي تترنح حالياً امام إخفاق المسؤولين في تدارك الكوارث، في حين أن أهم ما لديهم هو تحصيل حصصهم من الجبنة التي تتحول يوماً بعد آخر الى عفنة؟.

ولماذا لم يحركوا ساكناَ لاتخاذ الاجراءات السريعة لمعالجة القضايا المتعلقة بحياة الناس مباشرة ابتداء من ملف النفايات وصولاً الى الكهرباء مروراً بمئات المشاريع التي تحمل طابع الضرورة القصوى؟.

لعلهم، كما الرئيس والشعب الاميركي، ينتظرون الهاماً ما يفتح عيونهم وأبصارهم على ما ستسجله الكارثة اللبنانية من أرقام كما حصل في اليمن الذي لم يعد سعيداً على الاطلاق..


مرسال الترس 

Post Author: SafirAlChamal