أزمة الحكومة ترخي بثقلها على طرابلس.. مخاوف من فتنة… عمر ابراهيم

ماذا يخشى أبناء طرابلس، بعد إنحسار عقدة تشكيل الحكومة ضمن الطائفة السنية؟، سؤال يفرض نفسه بقوة على المدينة التي شعرت نفسها فجأة تحت ضغط الانقسام بعدما كانت تراقب من بعيد الازمة الحكومية والخلاف القائم بين الافرقاء على توزيع الحصص.

اليوم وبعد ان حلت عقد معظم القوى السياسية مع موافقة حزب القوات على دخول الحكومة وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها، انتقلت الأزمة مباشرة الى الشارع السني الذي وجد نفسه تحت ضغط الانقسام بين فريقي تيار المستقبل وما اصطلح على تسميتهم سنة المعارضة.

في الشارع الطرابلسي إنقسام واضح بين مؤيد ومعارض لفكرة توزير سنة المعارضة، لكن الموضوع بدأ يأخذ منحى تصاعديا على مواقع التواصل الاجتماعي بين المناصرين ووصل الى حد تبادل الاتهامات والتجريح الشخصي، معطوف عليه التصريحات السياسية التي تصدر من هنا او هناك وتحمل نفسا تحريضيا يُخشى من انعكاساته على الوضع داخل المدينة التي دفعت على مدار السنوات الماضية اثمانا باهظة على خلفية الانقسام الذي كان سائدا انذاك، حيث كان البلد منقسما بين فريق مؤيد لحزب الله وآخر معارض له، وهو مشهد عاد ليحتل الساحة من باب أزمة توزير المعارضة السنية.

من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وبعض البيانات التي تصدر، يعي مدى تأزم الوضع وبسرعة لافتة، حيث لم تكد أزمة توزير السنة تُطرح حتى فُتحت الجبهات على بعضها البعض وبدأ تبادل الاتهامات على نحو ينذر بمزيد من التأزيم في حال طال أمد الخلاف، ويبعث بمخاوف لدى البعض من محاولات استغلال هذا الخلاف وانتقاله من مواقع التواصل الاجتماعي الى الشارع انطلاقا من تجارب مريرة عاشتها المدينة وكانت فيها صندوق بريد للقوى السياسية التي جيرتها على مدار سنوات بجولات عنف حصدت قتلى وجرحى ودمارا اقتصاديا، قبل ان تعود الامور وتستقر بعد دخول الاطراف المتنازعة في صفقة تشكيل حكومة موحدة.

وعلى الرغم من أن الامور ما تزال مضبوطة، لكن هناك من يعتبر ان نقل الازمة الى الشارع السني له تداعيات كبيرة لا سيما مع عودة الخطاب التحريضي والمذهبي ليتصدر المشهد ويكون بمثابة عنوان للحملات التي تشن بين انصار الفريقين المتخاصمين.


Post Author: SafirAlChamal