فضيحة الروائح الكريهة عند مدخل طرابلس: ″مكانك راوح″… إسراء ديب

تستمرّ معاناة الطرابلسيين من الرائحة الكريهة التي تنبعث بشكلٍ يوميّ عند مدخل طرابلس، والتي تحولت الى فضيحة، تُرغم أهالي المدينة لا سيما القاطنين في تلك المنطقة، على كبت أنفاسهم وإغلاق نوافذهم طوال الليل، هربًا من الروائح التي تشتدّ عند ساعات الليل الأولى حاملة معها كل أنواع التلوث، الأمر الذي يجعل العيش أو حتّى اجتياز تلك المنطقة ″عبئًا″ كبيرًا يُرهق كاهل المواطنين.

يستنكر العديد من المواطنين عدم الوصول إلى أيّة حلول تُنهي هذه الكارثة البيئية بشكلٍ جذريّ، كما يستغربون أيضًا عدم وجود تحرّكات جدية إحتجاجا على إهمال هذا الملف الذي يُشكّل خطرًا بيئيًا إضافيًا على المدينة من جهة، وخطرًا صحيًا على كلّ من يتنشق هذه الروائح الكريهة يوميًا، الأمر الذي يضعهم في دائرة مفرغة.

وعلى الرّغم من معرفة بعض المواطنين بأسباب انبعاث هذه الروائح النّاتجة عن عدم استكمال مشروع إنشاء شبكة مجارير للكورة وضواحيها والتي قام بتنفيذها مجلس الإنماء والإعمار من أجل إيصالها إلى محطّة تكرير المياه في الميناء، إلا أنّ عدم إنجازها بشكلٍ كامل نظرًا لأسباب عدّة يُعيدها المجلس إلى عدم وجود اعتمادات مالية، أو قرار وزاريّ لاستكمالها، يجعل المياه الآسنة تتجمع تحت جسر وادي هاب الذي يصل بين الكورة وأبي سمراء، الأمر الذي يُؤدّي إلى إنتشار روائح كريهة من جهة، والى تلوّث المياه الجوفية بسبب تراكم المياه الملوّثة من جهة ثانية.  

وتقول روز منصور، وهي من سكان البحصاص: إن الرائحة الكريهة لم تعد تُطاق، فاستنشاقها بشكلٍ يوميّ يؤذيني ويؤذي إبنتي التي لم أترك طبيبًا أو مستشفى إلّا وحاولت علاجها من الحساسية النّاتجة عن هذه الرائحة التي لا ترحم أحدا لا من سكّان المدينة ولا من زوارها أيضًا”، مؤكّدة أنّ الحشرات ولا سيما البرغش باتت أمرًا خطرا للغاية، حتّى أنّ الأدوية المضادّة لها لم تعد تكفي ولم تعد قادرة على التخلّص منها.

أمّا محمّد علاوي، فيُشدّد على أنّ الرائحة لا تصدر في المساء فحسب، بل باتت دائمة على مدار ساعات النهار، ويقول: نهرب يوميًا من هذه الرائحة التي لا تسمح لنا بالجلوس أو النّوم، بل باتت موجودة في تفاصيل حياتنا صباحًا ومساءً، مشددا على ضرورة إيجاد حلّ جذريّ لهذه الرائحة التي تحمل معها مزيجا من التلوّث القاتل الذي إنْ لم نُحاول قتله والحدّ منه سيقتلنا جميعًا حتمًا وقريبًا جدًا.

ويُؤكّد أحد المواطنين المتضررين أنّ البعض يعتقد أنّ الرائحة تتركّز بشكلٍ رئيسيّ عند مدخل طرابلس، ولكن هذا الكلام عار من الصحّة تمامًا، فهذه الرائحة تصل إلى منزلي الكائن في الضمّ والفرز الأمر الذي يضطرني إلى إغلاق النوافذ والأبواب لأنّ الرائحة تكاد تخنقنا جميعًا، ما يعني أنّها  لا تقتصر على منطقة ونطاق جغرافيّ واحد، بل هي منتشرة بشكلٍ كبير بين المناطق الطرابلسية، ولكن لا يبدو أنّ المسؤولين المعنيين في طرابلس يهتمّون بهذه القضية، والدليل أنّه لم يُبادر أيّ منهم بزيارة المنطقة للكشف على المشروع مثلًا، أو المطالبة بمحاسبة المقصرين، كما لم يتمّ الاتفاق على أيّ تحرّك إيجابيّ للضغط من أجل استكمال المشروع الذي ينعكس علينا سلبًا وتلوثا وأمراضا.


Post Author: SafirAlChamal