انتصارات بعض المسيحيين على أبواب المدارس والجامعات… مرسال الترس

غريب فعلاً أمر المسيحيين الذين تسلموا زمام السلطة في الكيان اللبناني منذ خمسة وسبعين عاماً، فأساء بعض زعمائهم قراءة الاحداث والتطورات في كثير من المفاصل البالغة الدقة فكانت ″ثورة الـ1958″ و″حرب التحرير″ و″حرب الالغاء″ وغيرها وغيرها من المنزلقات التي كادت تطيح بالوطن وديمومته.

ولزيادة الطين بلة، عمد بعض الزعماء المسيحيين الى التقاتل حتى آخر رمق عشية اتفاق الطائف في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، فدمروا كل شيء على رؤوس بعضهم البعض وجاء الاتفاق ليدفعهم الى لفظ انفسهم خارج الدولة واحياناً خارج الكيان!.

منذ سنوات معدودة وبعيداً عن الحروب بالبندقية والمدفع، دفع المسيحيون ثمن الصراعات السياسية العبثية التي لا أفق لها، والتي لا تنتج أي مردود ايجابي لصالح هذا المواطن المغلوب على أمره، فأنكفأت بعض الاحزاب والتيارات في لبنان، وحوّلت منافساتها الى دعم الطلاب المختارين في صفوف المدارس والجامعات، وراحت تدعّي الانتصارات في هذه المدرسة أو تلك الجامعة أو ذلك المعهد حتى بات بعض المراقبين يتوقع أن يتنافسوا على من فاز في صف هذه الحضانة أو ذاك الصف الاول ابتدائي!.

فهل أدركت قيادات هذه الاحزاب والتيارات انها تدفع باتجاه تدمير الاجيال التي يجب أن تؤسس لبناء الوطن الذي تم سحقه معنوياً وإغراقه بالديون، وهل تعلم انها تزرع في رؤوس الطلاب كره الآخر حتى ولو كان شقيقه؟.    

وهل سأل هؤلاء القادة والزعماء أنفسهم، ماذا فعلوا لهؤلاء الشباب كي يبعدوا عنهم كأس الهجرة والابتعاد عن الاهل والوطن، بدل ان يدبوا فيهم الحماس للابتعاد عن اشقائهم ليس في الوطن وحسب وانما في الدين والمذهب الواحد خدمة لمصالحهم ونزواتهم؟.

وهل شعروا بوخز الضمير لأنهم لم يهتموا يوماً بوضع المشاريع المستقبلية التي تؤمن فرص العمل لهؤلاء الشباب بدل تغذية الحقد والكراهية لديهم؟.

في آخر مؤتمر صحافي له وتعليقاً على ما آلت اليه التشكيلة الحكومية استشهد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمثل فرنسي يقول: ليس هناك من مهن حقيرة وانما هناك اناس حقيرون.(والجميع فهم من يقصد)! فاذا كانت هذه هي اللغة التي وصل اليها التخاطب بين القادة والزعماء المسيحيين، (بدون التوقف عما جاء من تعابير خارجة عن المألوف والمنطق في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً وأن معظم المغردين من الشباب)، فهل هم جديرون بالتنافس الديمقراطي من أجل خدمة هذا الوطن وأجياله المستقبلية؟.


Post Author: SafirAlChamal