نحاس في افتتاح موسم ″صالون ناريمان الثقافي″: 2019 سيكون عاماً مفصلياً..

إستضاف ″صالون ناريمان الثقافي″ في افتتاح دورته السنوية الخامسة عضو كتلة ″الوسط المستقل″ النائب نقولا نحاس، الذي قدّم شرحاً للوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان عامةً وطرابلس خاصةً، تحت عنوان ″لبنان بين تغيير المسار أو الهروب إلى الهاوية″، حضره حشد من أبناء المدينة.

استهل نحاس كلمته بالتأكيد أن ″الإنتخابات النيابية الأخيرة لم تغيّر شيئاً لأننا لا نزال على ما نحن عليه من أزمات منذ العام 1992″، مشيراً إلى أن ″الحُكم في لبنان لم يُبنَ على أساس المواطنة الحقيقية، بل هو نظام يرتكز على النفوذ والمحاصصة السياسية″.

وكشف أن الوضع الاقتصادي الحالي صعب ويتطلب قدراً واسعاً من الحكمة والدراية لإحداث التغيير المطلوب وهو شيء صعب لا يمكن أن يتحقق بسهولة لأن الناس عندما تعتاد على نمط معين يصعب عليها التخلي عنه مهما كان سيئاً بسبب خوفها وتوجّسها مما هو أسوأ، ونحن في لبنان عادةً ما نذهب نحو الخيارات الأكثر غرائزيةً، موضحاً أنه بالرغم من تغيير الأشخاص والأسماء الذين توالوا على الحُكم تبقى النتيجة واحدة، وهي أن الدولة اللبنانية تُنفق أكثر مما تُنتج، واليوم بات العجز مضاعفاً عما كان عليه في السنوات السابقة ما يعتبر مؤشراً خطيراً على عدم قدرتنا على الاستمرار على هذا النحو، من هنا أقول أن العام 2019 لا شكّ سيكون عاماً مفصلياً.

وأضاف: في فترة حكم الرئيس إميل لحود كان الوضع مشابهاً لما نمر به اليوم. إستشعر رئيس الحكومة آنذاك الشهيد رفيق الحريري بهذا الخطر فاتخذ قراراً حاسماً وأنجز ما يُعرف اليوم بـباريس 1 و2، ما أدى إلى انخفاض العجز وباتت المؤشرات تدل على تحسن إيجابي في الفترة الممتدة بين 2002 و2006. بعدها عدنا إلى المربع نفسه خصوصاً مع استفحال الرغبة بالسيطرة على مقدرات الدولة وترسيخ ذهنية المحاصصة والفساد، وبدأ العجز يكبر شيئاً فشيئاً إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم وهو أخطر بكثير من الفترات السابقة لذلك على كل المعنيين تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ البلد.

وأوضح أن القطاع الخاص ينكمش في حين أن الدولة تتضخم، فبدلاً من أن نعمل على مضاعفة حجم النمو الاقتصادي لكي نخفّض الدين نتجه نحو أولويات أخرى نحاول من خلالها إطالة أمد الوضع الحالي قدر المستطاع وتأجيل الوصول إلى الإنهيار الكلي.

وشدد على أن “نهوض البلد يتطلب تنفيذ شرطين أساسيين: أولاً تفعيل أجهزة الرقابة المولجة المراقبة والمحاسبة لإعادة الوضع إلى طبيعته، ففي لبنان تحوّل كل وزير إلى رئيس حكومة مصغّر ضمن وزارته وهذا أمر غير مسبوق. وثانياً فصل السلطة القضائية عن السلطة السياسية كلياً بحيث نؤمّن استقلالية القضاة والمدعيين العامين عن أي ارتهان سياسي”.

وفي الشق السياسي، كشف نحاس أن مؤتمر سيدر فرض علينا العديد من الإصلاحات وُضعت في 14 صفحة، وهي ضرورية وأساسية للحصول على القروض والأموال المرصودة، ولكن هل المسار المُتبع حالياً يدل على نيّة الأفرقاء السياسيين اعتماد إصلاحات جوهرية وبنيوية في الدولة؟ هذا هو السؤال الأساسي، وجوابه يكمن في الطريقة التي تُدار بها الأمور لتشكيل الحكومة، إذ لا زلنا نتحدث عن حصص ومكاسب ومغانم، مشدداً على أن هذه الحكومة يجب أن تُثبت للمجتمع الدولي أنها تختلف عن سابقاتها، ولكن المؤشرات على ذلك ضعيفة، لأن طريقة تأليفها أسوأ من الحكومات السابقة.

وفي الشق المتعلق بطرابلس، أكد نحاس أن هذه المدينة فقدت نتيجة عوامل عدة وظيفتها الإقتصادية، ومن غير الممكن أن تستعيد دورها المحوري إلا بتحديد وظيفة اقتصادية جديدة لها تميّزها عن باقي المدن، وهذا ما نحن بصدد بحثه في كتلة الوسط المستقل، مشيراً إلى أن الكتلة تعمل أيضاً على تحضير عدة اقتراحات قوانين تتعلق بالمرافق الحيوية الأساسية في المدينة وهي المرفأ ومعرض رشيد كرامي الدولي، بالإضافة إلى وضع مسودات مشاريع ستُقدم إلى البلديات المعنية وتقضي بتفيعل المواقع السياحية والأثرية بشكل يجذب السُياح إلى المدينة، إذ لا يمكن لطرابلس أن تعيش وتزدهر إن لم يأتِ الخارج إليها.

وكانت السيّدة ناريمان الجمل أكدت في كلمة لها خلال افتتاح الصالون أن المؤشرات جميعها في البلاد لا تحمل أي إيجابية فالواقع قاتم والوضع متردي على كل الأصعدة، ما يضرب عرض الحائط كل تصوّر إيجابي أو أي أمل بالتغيير، ولمّا كانت الإنتخابات النيابية فرصتنا للتغيير فقد أضعناها إذ أعاد اللبنانيون انتخاب الطغاة، مشيرةً إلى أنه بالرغم من ذلك فإن واقعنا المتأزم يفرض علينا التسلّح بالأمل مجدداً إيماناً منا بدورنا وبضرورة إنقاذ وطننا”، وتابعت مقدّمةً نبذةً تعريفية عن النائب نحاس.

وفي الختام قدّمت الجمل لـنحاس درعاً تكريمياً.   

Post Author: SafirAlChamal