بين قدح الياس وذم ملحم.. لهون وبس مارسيل… نسيم ضناوي

تحمل برامج التلفزيونات اللبنانية الكثير من الإنعكاسات للواقع اللبناني، والإنطباعات التي تتركها هذه البرامج وارتداداتها غالبا ما تكون مؤشرا خطيرا لما وصل إليه المجتمع اللبناني.

لكن عن مشاهدتك لإثنين من الوزراء أحدهم الياس بو صعب وزير التربية الوطنية السابق والثاني وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم رياشي، وهما في حوار صار وقته (برنامج صار الوقت) مع الإعلامي المخضرم مارسيل غانم الذي أدار الآلاف من المقابلات والحوارات، يمكنك بعد هذه المشاهدة أن تعرف بل تتأكد ما وصل إليه بنيان الكيان اللبناني من ترهل وتصدع وتفتت.

حوار سياسي من المفترض أنه بين مفكرين ومنظرين سياسيين لحزبين من نفس الطائفة، إذا به ينقلب بسحر ساحر إلى حرب استعملت فيها كل أنواع الكوميديا السوداء والمشاهد الهزلية لتغطي على قباحة المحتوى الأساسي الذي يتبادله الطرفان. محتوى لم يفلح مارسيل غانم بكل خبرته وحنكته أن يمنع اللبنانيين من فهم مبناه والتأثر به والتفكير الحثيث بتحضير حقائب السفر والهجرة من هذه القرية الظالم أهلها التي أطلق عليها يوما الجمهورية اللبنانية.

لا شك أن مارسيل غانم يريد أن يرفع نسبة مشاهدة برنامجه وينافس برنامجين هزليين على شاشات أخرى هما قدح وجم على ″الجديد″ ولهون وبس على ″LBC″ لكنه غرق في التهكم والسخرية من ضيفه لدرجة التماهي في دوره الكوميدي وهزلية غير مسبوقة وتناسى أن ضيفيه يناقشان مستقبل ″القوي″ و″القوية″، ويناقشان آمال الجمهورية القوية التي ضيعها العهد القوي، يناقشان ″أوعا خيك″ وكيف أصبحت ″أوعا تحكي مع خيك″، يناقشان صدمة الزوج المخدوع الذي هيأ كل لزوم السهرة ليأتي من يأخذ مكانه!..

غرق مارسيل غانم في منافسته لهشام حداد وشربل خليل الى حدود تضمين برنامجه قدحا وذما لا يليق بتاريخه، لذلك صار الوقت لنقول لمارسيل الذي نحب ″لهون وبس″، توقف عن هذه المقاربة التنافسية وعد إلى النموذجية التي ربيتنا وأنشأتنا عليها، وهي كلام الناس الذي يقدم ويؤخر..

Post Author: SafirAlChamal