آخر الكلام .. من قلب محروق… عبدالفتاح خطاب

تمرّ الأيام على اللبنانيين وهم يُشيّعونها باللعنات كلّ مساء، وتنتعش تمنياتهم مطلع كل نهار بأن يأتي هذا اليوم ″بما لم تستطعه الأوائل″ من استقرار ورغد عيش وراحة بال وكرامة وأمان وتفاهم ومحبة.. وإرساء الإنتماء غير المشروط إلى الوطن!..

بالنسبة إلى لقمة العيش، فالجميع ينتظر أن يَشبع “أكلة الجبنة” لربما يحظى الناس بفُتات يُقيم أودهم وأود عيالهم، ويُوقف هجرة فلذات أكبادهم.

وبالنسبة إلى الوضع الداخلي، فالجميع ينتظر أن يهدّي الله الزعماء والمتزعمين والزوعيميين وأشباه الزعماء والطامعين بالزعامة، وكل من ركب على ظهرنا، وأن يتركونا نهنئ بالعيش أشهراً قليلة، أو حتى أسابيع، من دون نكد ومُساجلات وجرّ البلد إلى الصدام وحافة الإنفجار والتفكك .. عالصغيرة والكبيرة.

أما بالنسبة إلى السياسة الإقليمية والدولية، فالجميع ينتظر ويراهن على تطور الأحداث الإقليمية، وهدوء بقايا براكين الربيع العربي، ونتائج الوضع النهائي في سوريا، والحرب على الإرهاب، وتطورات المواجهة المُستعرّة مع إيران.

وهكذا نحن.. ننتظر فيض الآخرين تجاهنا، وفتات رضاهم. ويمُرّ العمر قهراً وعُسراً، ونحن ننتظر يوماً بعد يوم، وسنة تتبعها أخرى.. في إطار مقولة لعل وعسى، وغداً يوم آخر.

وكالأغنام البلهاء الصاغرة الذليلة.. نسير خلف زعيم زُقاقنا، وحيّنا، ومنطقتنا، ومذهبنا.. ونُعيد انتخابه وتثبيت موقعه وسلطته (هو وعائلته وسليلته وأنسباؤه) مثنى وثلاث ورباع وسُباع، كي يُحسن التسلّط علينا والإمساك برقابنا .. واغتصابنا!!..

لكن تبقى الحقيقة حقيقة، ولو علاها الصدأ والغبار والضباب وغشيتها المغالطات.. وهي أن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا لا يجوز أبداً أن يُصيغه الزعيم، ولا يجوز أبداً أن يصنعه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يكتبه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يصبغه الآخرون، وأن قدرنا بيدنا إذا شئنا ذلك، وإذا عقدنا العزم على ذلك، وما عدا هذا فهو وهمٌ وسراب وخداع وباطل.


Post Author: SafirAlChamal