لماذا فشلت محاولة القضاء على أنصار الله في المية والمية؟…عمر إبراهيم

انتهت جولة جديدة من المواجهات المسلحة  في مخيم المية ومية بين حركتي فتح وانصار الله إلى ما انتهت اليه من قتلى وجرحى وأضرار مادية، والأهم من ذلك إلى فقدان عامل الثقة لدى سكانه من عودة الوضع إلى ما كان عليه سابقا، اقله في الوقت الراهن حيث ما تزال النفوس مشحونة وإمكانية التوتر قائمة رغم الضمانات التي انتزعها حزب الله من الطرفين وقدمها إلى الدولة اللبانية.

لا شك في ان المواجهات الأخيرة  كشفت عن أمور كثيرة، ابرزها ملف المخيمات الفلسطينية الذي يختلط فيه العامل المحلي بالدولي، في ظل الحديث عن صفقة القرن، وهو  ما يجعل هذه المخيمات عديمة المناعة أمام مشاريع الفتنة، لا سيما في ظل استمرار الانقسام الفلسطينيي بين  حركتي حماس وفتح.

بعد ٤٨ ساعة من المواجهات، افضت التدخلات إلى فرض لقاء بين الطرفين المتنازعين على الأرض برعاية حزب الله، لكن ما اتفق عليه من وقف لإطلاق النار  كادت بعض الخروقات ان تطيح به،  خصوصا ان الطرفين أكدا انهما غير معنيين بتلك الخروقات متهمين طرفا ثالثا بمحاولة اعادة توتير الأجواء التي عادت واستقرت مع سريان مفعول وقف إطلاق النار.

وبعيدا عن الاتهامات التي توزعت عن هوية الطرف الثالث، فان الواضح ان هذه المواجهة أحرجت الكثيرين خصوصا في ظل ما كان يتردد عن تسهيلات أعطيت لحركة فتح لإنهاء ظاهرة أنصار الله أو الضغط من اجل فرض شروط على أمينها العام جمال سليمان، لكن طول امد المعركة وفشل مشروع الحسم العسكري بعد صمود أنصار الله أعاد خلط الأوراق وفرض الدخول في مفاوضات حول تسوية لوقف إطلاق النار. 

وفي المعلومات ان الاتفاق الذي ابرم يقضي بعودة كل طرف إلى مواقعه وسحب المسلحين من الشوارع تمهيدا لعودة الحياة والنازحين الذين اضطروا لمغادرة المخيم.

وتضيف المعلومات ان جمال سليمان المعروف بخبرته العسكرية التي اكتسبها من حركة فتح سابقا، لا يبدو انه تلقى أي عرض بالخروج من المخيم أو تسليم نفسه إلى القضاء اللبناني حيث توجد بحقه عدة مذكرات توقيف، حيث اثبت خلال تلك المواجهات انه يتمتع بقدرة عالية على المناورة والقتال معتمدا على مقاتلين من عائلته وعلى اخرين من الجنسية السورية.

وتتابع المعلومات: ان ما دفع الجميع للبحث عن تسوية هو الخوف من طول وقت المعركة واتساعها لتشمل مخيم عين الحلوة، فضلا عن تذمر المحيط اللبناني المسيحي الذي كان البعض حاول شحنه طائفيا ضد المخيم  لاعتبارات سياسية داخلية.

وتضيف المعلومات ان فرصة القضاء على ظاهرة سليمان في المخيم باءت بالفشل هذه المرة رغم التحشيد العسكري الذي سبق تلك المواجهة، لا سيما ان معلومات تحدثت عن وعود بانهاء المعركة في أيام والقضاء على سليمان أو محاصرته وفرض استسلامه أو خروجه. 

وتختم المعلومات: ان سليمان الذي يعاني مرضا مزمنا اثبت انه سيقاتل ومن معه حتى النهاية وهو يقود مجموعة من المقاتلين يتجاوز عددها السبعين مقاتلا وهم يملكون خبرة عالية ويتحصنون جيدا في مواقعهم. 


Post Author: SafirAlChamal