عودة الاشتباكات إلى المية ومية.. هل تخلت حماس وحزب الله عن أنصار الله؟… عمر إبراهيم

كما كان متوقعا انفجرت الهدنة الهشة في مخيم المية ومية بعد أكثر من أسبوع من المواجهات الدموية التي كان شهدها بين حركتي أنصار الله وفتح واستدعى انتشارا للجيش اللبناني في محيط المخيم وعند احد مداخله على وقع تحريض طائفي غير مسبوق من قبل جهات سياسية لبنانية الأمر الذي ضاعف من التوتر داخل المخيم وجعل إمكانية التوصل إلى حل أمرا صعبا.

لا يبدو ان احدا بيده إنهاء الوضع داخل المخيم أو ربما لا يوجد من يسعى إلى الحل وفق الطريقة التي كانت سائدة سابقا، حيث كان أي اشتباك يشهده المخيم أو غيره ينتهي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ويصار إلى تسويات لإعادة الهدوء وإجراء مصالحات وكأن شيئا لم يحصل. 

لكن لماذا لم يتم اعتماد هذه التسويات داخل المية والمية؟ سؤال يجيب عليه مصدر مطلع  على الوضع بالقول: “إن ما حصل في هذا المخيم يحصل في مخيمات أخرى، وسرعان ما تتكثف الاتصالات ويتم إنهاء الأمر، لكن هنا اختلط عامل الصراع الفلسطيني الداخلي مع الحسابات اللبنانية لبعض القوى التي تسعى إلى تقديم نفسها كضامن للمسيحين”. 

ويضيف المصدر: ان حركة أنصار الله التي يتزعمها جمال سليمان ابن المخيم باتت اليوم محاصرة ضمن مربع امني في حي الغالي بعدما أطبقت عليها حركة فتح من جهة وقوات الأمن الوطني من جهة ثانية في محاولة للضغط عليها من اجل إنهاء هذه الحالة أو خروج سليمان من المخيم. 

ويتابع المصدر: “ان أنصار الله التي كانت تحظى بدعم وغطاء من حزب الله وحركة حماس في آن معا، يبدو انها وجدت نفسها بمفردها بعد ان تم التخلي عنها، وهو ما يفسره عدم التمكن من ايجاد حل للوضع داخل المخيم الذي شهد استقدام مزيد من التعزيزات لحركة فتح خلال الأيام الماضية ما اوحى بان الغطاء قد رفع عن أنصار الله أو اقله عن أمينها العام سليمان”.

ويقول  المصدر: ان صراع النفوذ داخل المخيم بين التنظيمات لم يكن العامل الوحيد الذي أعاد توتير الوضع ويصعّب من ايجاد الحلول، فهناك العامل اللبناني الذي يضغط تحت شعار امن وسلامة المحيط.

ووفق المعلومات فان الاشتباكات التي تدور بين أنصار الله والأمن الوطني تعتبر الأعنف، لا سيما انها تستهدف بكافة أنواع الأسلحة مربع أنصار الله الذي بات بين سندان الفصائل الفلسطينية ومطرقة الجيش لللبناني الذي نفت مصادر مطلعة مشاركته في هذه المواجهة علما انه كان بعث سابقا برسائل عن إمكانية تدخله في حال عودة المواجهات فهل تنهي فتح ومن يتحالف معها ظاهرة أنصار الله أم يُترك امر المخيم للجيش؟. 

Post Author: SafirAlChamal