ماذا يجري في عيون السمك.. وما علاقة مخيم المية والمية؟… عمر إبراهيم

انشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية الشمالية بالخبر الذي أوردته ″جريدة الديار″ عن مواجهات عسكرية شهدتها منطقة ″عيون السمك″ في قضاء الضنية بين مجموعات مسلحة من ″داعش″ وأخرة من ″جبهة النصرة″، الأمر الذي خلق حالة من الاستياء في أوساط ابناء الضنية والمنية وسائر محافظة الشمال، وترك تساؤلات عن خلفية نشر هكذا أخبار عارية عن الصحة في هذا التوقيت السياسي الحرج، وان كان هناك من رابط بين هذا الخبر وما يحصل في مخيم المية والمية.

لا شك ان السيناريو الذي رسمه صاحب المقال وساق خلاله رواية كاملة عن مواجهات مسلحة، لا يمكن وضعه في خانة الفبركة الإعلامية من قبل هاوي شهرة  أو ضمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الإعلاميون عادة  خلال عملية التفتيش عن معلوماتهم، لان هكذا خبر كان لا يمكن لأي وسيلة إعلامية حتى لو كانت حديثة النشأة أن تقوم بنشره من دون الرجوع إلى عدة مصادر فكيف بجريدة معروفة للقاصي والداني بارتباطاتها  وخبرتها في المعلومات الأمنية على وجه الخصوص.

خبر المواجهات المزعوم استدعى ردود فعل من قوى سياسية وحزبية وفاعليات وناشطين على اختلاف انتماءاتهم، وهم  اجمعوا على ان هذا الخبر يندرج في خانة تشويه صورة المنطقة وخلق فتنة وزعزعة الثقة بالدولة واجهزتها في وقت تبذل فيه جهود مضنية لفرض الأمن على كامل الأراضي اللبنانية وصولا إلى المخيمات الفلسطينية.

لكن هل وقعت “جريدة الديار” في فخ معلومات خاطئة؟ يجيب مصدر متابع بالقول: ان الخبر الذي نشرته الجريدة المذكورة لا يمكن فصله عن الشائعات التي تروج من وقت لآخر عن شراء أسلحة ونقلها إلى الشمال وعن مجموعات ارهابية تنتشر في المخيمات الفلسطينية وتنتظر الإشارة لشن عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية وتستهدف بعضها طائفة معينة على غرار ما يحصل في محيط مخيم المية ومية من محاولات لخلق حالة من الرعب بين المخيم ومحيطه المسيحي تحديدا من قبل فريق سياسي يجاهر منذ مدة بمطالبته بنزع سلاح الفلسطينيين ويتحين الفرصة لمضاعفة حرمانهم من ابسط حقوقهم.

ويضيف المصدر: لقد تم ترويج اخبار قبل فترة عن عمليات شراء أسلحة، و نقلها إلى الشمال وطرابلس على وجه الخصوص تزامنا مع انسداد الأفق أمام تشكيل الحكومة سرعان ما تم التوقف عن تداول تلك الأخبار الكاذبة مع الانفراجات التي شهدتها عملية تشكيل الحكومة.

ويتابع المصدر: ان كاتب المقال عن عيون السمك يسير ضمن توجه معين هدفه بث الرعب في نفوس المواطنين وفق استراتيجية وضعها مشغليه الذين تولوا عبر قنوات إعلامية أخرى التهويل على المخيمات وإخافة محيطهم حتى وصل الأمر إلى تقديم سيناريوهات مرعبة عن دور أمني كبير تحضر له القيادة العامة مستندين إلى إفادات شخص تبرأت منه القيادة العامة ونفت كل ما ادلى به وسرب الى وسائل إعلام تدور في فلك جريدة الديار.

ويتابع  المصادر: ان ما يشهده مخيم المية والمية والحملات الإعلامية بهدف تخويف القرى المحيطة به من المسيحيين على  وجه الخصوص، واستحضار جريدة الديار لتنظيمي داعش والنصرة، كلها أمور تصب في مصلحة فريق سياسي يعمل على استخدام الأمن لفرض واقع معين تحت عنوان: “أما نحصل على ما نريد أو نفجر الوضع والسيناريوهات كثيرة بدءاً من المخيمات وصولا إلى الضنية وطرابلس..

ويختم المصدر: إن ما تم تسريبه لا يجب ان يمر مرور الكرام والخوف من التفجير يجب ان يبقى قائما لا سيما ان اعادة الجيش سحب عناصره من مخيم المية والمية بعد وقت قليل من نشرها ينذر بتأزم الوضع هناك، ويشي بأن الأمور قد تذهب إلى التصعيد في حال لم يتم تدارك الأمور وسحب الملف الأمني من دائرة التجاذبات السياسية وعمليات الاستغلال من قبل البعض.


Post Author: SafirAlChamal